التعلق بالمشاهير بشكل مرضي هي ظاهرة منتشرة بكثرة في وقتنا الحالي، حتى يظلون يتابعون أخبارهم بشكل فج، لدرجة أنهم يعرفون أدق تفاصيل حياتهم على جميع الأصعدة، وبعضهم يعلقون صورهم في غرفتهم، حتى يتبعون أستايل ملابسهم, ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى الشّعور بالحب, والغيرة إذا ما قابلوا أشخاص يتابعون أعمال نجمهم المفضل, أو الحزن في حال أبدى أحد ما رأيه به بشكل سلبي.
التعلق بالمشاهير بشكل مرضي
ومن العوامل التي تساعد على تفاقم هذا المرض، البيئة السلبية التي يعيش فيها المهووس متأثرا بالوالدين ومتابعتهما لأخبار المشاهير ونمط حياتهم، حتى باتت أخبارهم ومنشوراتهم حديثا على طاولة العائلة بالإضافة إلى شعور المهووس بالنقص، بأن حياة المشهور أفضل منه، ويمتلك كل الأشياء والرغبات التي يتمناها، فيتقمص حياة وهمية يحاكي فيها حياة المشاهير، وهنا تأتي مسؤولية الأهل في معالجة أبنائهم قبل فوات الأوان، وخلق بيئة نفسية مستقرة ومسالمة تغني المريض عن اللجوء لتلك المواقع والأشياء السطحية، بالإضافة إلى زيادة وعيهم وإدراكهم بمدى تفاهة تلك التصرفات، وعن طريق إشراكهم بالأنشطة المفيدة الأخرى.
وأثبت بعض المختصين في الشأن النفسي، أن هناك علاقة بين الانبهار أو تقمص شخصية النجم, وبين تقدير الذات, فانقضاء الساعات على متابعة حياة شخص آخر إشارة واضحة إلى أن حياة المتابع شديد له ليست مهمة بالنّسبة له.
الانبهار والصدمة
في كثير من الحالات يبقى الشخص المتعلق مبهورا إلا أن يقابل نجمه بشكل شخصي, يقوم طيلة السنين برسم صورة عنه في مخيلته حتّى يقتنع أنّه كذلك, فيصوره كالملاك الّذي لا يحق له أن يخطئ, أو أن يتصرف تصرفات غير لائقة في بعض الأحيان, إلى أن يراه أمام عينيه ويطلب منه التقاط صورة إلى جانبه فيرفض, ويتصرف بعجرفة, أو يصرخ في وجه أحد الكومبارس, أو يرفض تقديم يد العون لأحد المحتاجين, فيقف المتعلق على الأطلال, وكأن أحد أقرب المقربين قد خذله, ولا يدري بأنه الشخص الوحيد الذي خذل نفسَه بنفسه عندما عاش حياة غير حياته.
كن أنت
وينصح بعض المختصين في هذا الشأن، أنه يجب على الفرد أن يحتفل بنفسه على الوصول لأهدافه, وأن يشعر وكأنه شخصية لن تتكرر, وأن رسالته في الحياة هي أن تعبر عن حياته فقط, لا عن حياة أي أحد غيرك، فماذا يعني عدم انجاز شيء وألتفت لإنجازات شخص آخر لا يعلم حتى بوجودك؟, أمر طبيعي, فحياته هي الأهم لأنه الأنجح والأكثر شهرة, أما أنا فمن يدري بك، لا أحد أبدا, ولا يمكننك التفكير بأنك تستطيع أن تحقّق مثل الذي حققه, لذا ستنشغل به, سترتدي ملابسا تشبه ملابسه, وتصفف شعرك مثله, وستستخدم طريقة كلامه لأنها إليها أقرب، هذه المعتقدات التي تسيطر على عقله, فهو لا يرى بأنه جزء مهم من دائرة الحياة، وأنه خلق ليؤدي رسالته الخاصة.