تعتبر مدريد العاصمة الإسبانية إحدى أغنى وأجمل مدن أوروبا العائدة للعصور الوسطى، منذ أن أسسها الحكم العربي الإسلامي في الأندلس مع بدايات القرن التاسع، تحت اسم “مجربط، لحماية القوافل التجارية ومركزا عسكريًا مهما، وتعود تسميتها إلى إشرافها على المجاري المائية لنهر “التاج”، الذي يمد العاصمة السابقة للقوط “طليطلة” بالمياه، وفي هذا المقال سنتحدث عن السياحة في مدريد.
السياحة في مدريد
كانت مدريد عاصمة لأوسع الممالك الأوروبية من ناحية الأراضي التي تملكها، وأثمر استمرار الملكية حتى اليوم، في ترك لفحة بهاء قديم مع الكبرياء المستقر على المدينة، لتستحق أسر القلوب والعقول، وتصبح في العصر الحالي واحدة من أهم الوجهات السياحية على مستوى أوروبا والعالم، وزيارتها حلم جميل لأي سائح، خصوصًا مع انتشار المتاحف الفنية، التي تمتلك مجموعات من اللوحات يعز مثيلها على أي مدينة غيرها، ووجود المهرجانات الثقافية، والتزاوج الواضح بين الفن الإسلامي في أرقى عهوده، وفن النهضة الأوروبية.
وتشتهر إسبانيا بأن عدد السياح الوافدين إليها أكثر من عدد سكانها، وبالتالي فإن عوامل الجذب السياحي لديها يغذيها زيادة عدد زوارها.
أهم المعالم السياحية في مدريد
متحف برادو
هو درة المتاحف الإسبانية، وأحد أهم متاحف العالم قاطبة، وأبرز مناطق السياحة في مدريد، وهو محور أي جولة في العاصمة الإسبانية، بفضل مجموعته الأندر على الإطلاق، وموقعه في وسط المدينة، حيث تقبع بجواره المباني الأثرية وأقدم أحياء المدينة وشوارعها، ونصبها التذكارية يعزز مكانته العالمية، ومن أهم المواقع بجواره ميدان La Cibeles، رمز العاصمة الإسبانية، وباب القلعة، ومنتزه El Retiro.
ويضم متحف برادو أعمال رسام عصر النهضة فيلاسكويز، وجويا، وهما من أهم فناني إسبانيا وأوروبا لعصور طويلة.
ويقوم في العاصمة الإسبانية متحف الملكة صوفيا، والمخصص لأعمال فناني إسبانيا في القرن العشرين، بيكاسو ودالي وسورولا، ومن أهم مقنياته لوحة “جورنيكا” لبيكاسو.
ويأتي متحف Thyssen، استكمالا لأسطورة مدينة الفنون، حيث يضم واحدة من أهم مجموعات اللوحات الأوروبية.
قلب مدينة مدريد القديم
في حد ذاته هو هدف أي جولة سياحية لاكتشاف المدينة ومواطن جمالها، وتبدأ الجولة من الساحة الكبرى Plaza Mayorالتي كانت تدور حولها الحياة في مدريد، وتنتشر حولها المسارح والمتاجر والمقاهي، وهي واحدة من مناطق تنتشر بها عروض الفلامنكو المحلية الرائعة، ولهذا يعتبر قلب المدينة من أبرز مناطق السياحة في مدريد.
قصر الشرق
وبالقرب من الساحة يقع قصر الشرق، المقر الرسمي لملوك إسبانيا منذ قرون طويلة، وهاجر الملك خوان كارلوس هذا القصر في منتصف السبعيناتـ تاركًا الفرصة للزوار لمعاينة التاريخ ومحاولة تنشق العبق القديم، وهو بالإضافة لتاريخه القديم، حيث يعد أقدم قصور أوروبا، يعتبر أضخم قصر ملكي في اقلارة، بمساحة 135 ألف متر مربع، ويضم واحدة من أهم مجموعات التحف الأصلية في القصور الملكية على الإطلاق.
أماكن ترفيه أخرى
ولمحبي الترفيه، تضم المدينة أضخم حديقة حيوانات في أوروبا، وواحدة من أحدث مدن الملاهي، بالإضافة إلى المنتزهات، التي تحتوى على ملايين الأمتار من الأشجار والخضرة.
ويعد المطبخ الإسباني واحدًا من مقومات جمال العاصمة مدريد، إذ تضم ثاني أكبر أسواق الأسماك في العالم، خلف العاصمة اليابانية طوكيو، ويقدم المطبخ الإسباني تجربة ممتعة لعشاق الأكلات البحرية، بجانب الأطباق التقليدية.