أهل عاد هم القوم الذين أتوا بعد الطوفان الذي حدث في زمن سيدنا نوح عليه السلام، بماذا دمر الله أهل عاد ومن هم قوم عاد ولماذا دمرهم الله، هذا ما سوف نعرفه من خلال هذه المقالة التي نسرد لكم فيها قصة قوم عاد والذين بعث الله إليهم نبياً يرشدهم إلى دعوة الحق وهذا النبي هو سيدنا هود عليه السلام، يبعث الله تعالى لكل جيل نبي حتى يدعوهم إلى عبادته لا يشركون به شيئاً حتى جاء سيدنا محمد ليتمم الدين للجميع فهو خاتم الأنبياء والمرسلين وهو النبي الذي أرسله الله رحمة للعالمين وليس لقوم بعينهم، سننقل لكم الآن قصة قوم عاد مع ذكر بماذا دمر الله أهل عاد وما هي نهايتهم؟.
قصة قوم عاد
بعد انتهاء الطوفان وغرق من لم يؤمن بنوح عليه السلام ونجاة الذين آمنوا معه، لم يعتقد المؤمنون أنه سيأتي قوم من بعدهم يضلون عن طريق الحق ويعودون إلى الكفر وعبادة الأصنام بعد أن رأوا بأعينهم الطوفان وكيف أن الله سبحانه وتعالى قادر على كل شيء وكيف أن عصيان الله يعني الهلاك لا محالة، ولكن الله سبحانه وتعالى وحده كان يعلم أن هناك أمماً أخرى قادمة منهم الكثير يعصون الله بل ويكفرون به ويشركون بعبادته، ومن هؤلاء الأمم هم قوم عاد.
كان قوم عاد يعبدون الأصنام وكانوا يعيشون في منطقة اسمها الأحقاف، يُقال أن منطقة الأحقاف هي منطقة تقع ما بين اليمن وسلطنة عُمان، تلك المنطقة كانت تشتهر ببناء التماثيل الضخمة وعبادتها في زمن ما بعد نوح عليه السلام، فأرسل الله تعالى لهم النبي هود يدعوهم إلى عبادة الله الواحد فرفضوا دعوته وتمادوا في كفرهم، ولم يتوقفوا عند هذا الحد بل وصل بهم الأمر إلى أنهم كانوا يستهزئون بنبي الله هود عليه السلام ويصفوه بأنه كاذب وسفيه ويستخفون بدعوة الحق.
ورغم ذلك ألهم الله سبحانه وتعالى الثبات في وجه أعداء الله حتى لا يكون لهم على الله حجة يوم القيامة، فثبت على دعوته ودعاهم مراراً وتكراراً ولم ييأس من دعوتهم وكان يذكرهم بقصة سيدنا نوح مع الطوفان وكيف أهلك الله سبحانه وتعالى الكافرين الذين عصوه وصدوا عن سبيله واستخفوا بدعوته وبنبيه الكريم، وكانوا في كل مرة يستهزئون به وبدعوته، ويزيدون في كفرهم وعبادتهم للأصنام التي كانوا يسمونها الهباء، وصداء وصمود، تلك الأصنام كانوا يصنعونها بأيديهم من الحجارة ثم يعبدونها، حيث اشتهر قوم عاد بالمهارة في صناعة التماثيل.
بماذا دمر الله أهل عاد؟
أراد الله سبحانه وتعالى أن يجعل قوم عاد آية للناس من بعدهم حتى لا يتكبروا في الأرض ويرفضوا دعوة رب العالمين ويعودوا إلى الله قبل أن يهلكهم، فعاقبهم الله سبحانه وتعالى بـأن منع عنهم المطر لفترة طويلة أصابهم في خلالها القحط والجفاف، ورغم ذلك ظلوا متكبرين على الله رافضين دعوة الحق، ولما بدأوا في رؤية السحب من بعيد قالوا أن الغيث آت في الطريق، وظلوا يستعجلون وصول السحب إلى المكان الذي يعيشون به ولكنها لم تكن سحب بالفعل بل كانت ريح صرصر عاتية، أي رياح قوية محملة بالأتربة.
تلك السحب لم تكن محملة بالماء كما كانوا يعتقدون وإنما هي آية من آيات الله تعالى أن تكون تلك السحب محملة بالأتربة الثقيلة الشديدة، تلك الريح أصابت قوم عاد فأهلكتهم ولم يبق لهم ذكر إلى يومنا هذا وذلك جزاء من يكفر بدعوة الله عز وجل ولا يؤمن بقدرته وقوته.