قد لا تعرف عقاب الله لقارون من قبل رغم قراءتك لقصة قارون الشهيرة في القرآن الكريم مراراً وتكراراً، بماذا عاقب الله قارون وماذا كانت نهايته؟، لكي نعلم كل ذلك لا بد أن نتطرق أولاً إلى قصة قارون وأحداثها وفي النهاية نعلم تلك الخاتمة التي أحاطت بقارون، يوضح لنا القرآن الكريم الكثير من قصص الأمم السابقين، وذلك حتى نتعظ منهم فلا نكرر أخطاءهم ولا نسير إلا على خطى الصالحين الذين آمنوا بالله وقدموا لأنفسهم فقدم الله تعالى لهم كل الخير في الدنيا والآخرة، والقرآن الكريم مليء بقصص الصالحين والطالحين ومن تلك القصص هي قصة قارون التي سنذكرها لكم في هذا المقال وما هي خاتمته وكذلك بماذا عاقب الله قارون فهيا نتعرف عليها سوياً.
قصة قارون
كان قارون رجلاً من بني إسرائيل من قوم سيدنا موسى والذين عاصروه وآمنوا به واتبعوا دعوته، فكان ذو شأن عال وكان وزيراً لبني إسرائيل في مصر، حيث كان المصريون في عهد سيدنا موسى منقسمين إلى قسمين جزء آمن به وهم بنو إسرائيل والجزء الآخر اتبع فرعون، فكان لا بد من تسيير الأمور في مصر بعمل حلقة وصل ما بين بني إسرائيل والمصريين فكان قارون يتولى وزارة شؤون بني إسرائيل في مصر.
كان يملك قارون من الذكاء والحكمة والعبقرية ما يؤهله لأن يجمع كنوز الدنيا وذلك طبعاً بفضل الله عز وجل، فلولا فضل الله عليه وأنه هو أنعم عليه بنعمة الذكاء فما استطاع قارون أن يجمع المال وما استطاع أن يكون له شأن كبير ومنصب كالذي كان عليه في عهد النبي موسى عليه السلام.
ولكن قارون تكبر وطغى في الأرض وأفسد فيها واستخدم أمواله وكنوزه فيما يغضب رب العالمين عز وجل، وكان قومه إذا نصحوه تكبر عليهم وقال أن هذا المال قد جمعه بعلمه وذكائه الشديد ولم ينسب الفضل إلى رب العالمين عز وجل، وكان الله تعالى يمهله لعله يعود إلى طريق الحق ويتوب عما كان يفعله، حيث كان بنو إسرائيل يتعجبون من حاله وكل يوم يزداد ماله ويطغى ويتجبر في الأرض أكثر، حتى أن كانت خزائنه كبيرة جداً لها مفاتيح لا يقوى على حملها رجل واحد وهذا يبين مدى ثروته التي آتاها الله له، وهذا أيضاً كان من أسباب تعجب وحيرة بني إسرائيل.
بماذا عاقب الله قارون؟
ولكن الله عز وجل لم يكن ليترك قارون يتطاول على الله ويتطاول على بني إسرائيل ويتعالى عليهم ويزهو بنفسه، وإنما كان يؤخره حتى يتوب إليه ولكنه كان يزداد قسوة وغلظة يوماً بعد يوم فأراد الله عز وجل أن يريه أنه ضعيف لا يقوى على شيء، وأنه نسى الله تعالى الذي وهب له ماله وكنوزه، فخسف الله تعالى به الأرض هو وكنوزه وقصره بينما كان يسير في الطريق ليتفقد أحوال الرعية، وحدث ذلك على مرأى ومسمع كل أهالي مصر حتى يكون عبرة لغيره ممن يتطاول على الله ويتجرأ أن ينسب الفضل لنفسه.
وبعد أن كان بني إسرائيل يغبطون قارون على ما أتاه الله تعالى من مال وكنوز كثيرة أصبحوا يتداولون قصته ليعتبروا منها ويحمدوا الله ويشكروه على فضله وعلى أنه أتاهم رزقهم دون أن ينسيهم فضله عليهم.
الدروس المستفادة من قصة قارون
ومن هنا نتعلم أن الرزق بيد الله وحده سبحانه، وأن المال هو مال الله وأن عباد الله لا يملكون شيئاً فكل شيء بفضل الله والرزق مكتوب والله تعالى يقسم الأرزاق كيف يشاء.