علم نفس النمو من أهم فروع علم النفس والتي تهتم بالإنسان منذ بداية تكوينه كجنين في رحم أمه، وحتى يصبح رجلاً أو امرأة يستطيع التصرف في مختلف أمور حياته مثل اختيار مجاله أو مهنته، واختيار شريك الحياة المناسب، واليوم سنتعرف في موقع المصطبة على تعريف علم نفس النمو بالتفصيل، وأهمية دراسته من الناحية النظرية والتطبيقية.
علم نفس النمو
يمكن تعريف علم نفس النمو بأنه أحد فروع علم النفس، والذي يختص بدراسة نمو الإنسان في مراحله المختلفة، منذ بداية تكوينه عن طريق اتحاد كل من الخلية الذكرية (الحيوان المنوي) والخلية الأنثوية (البويضة)، بكل ما تحمله كل خلية منهما من خصائص وراثية منبعها من الوالدين والأجداد، وكذلك العوامل التكوينية لتلك الخصائص داخل الرحم وحتى يحدث الحمل.
ويستمر علم نفس النمو في تتبع هذا الجنين حتى يصبح وليداً، وبعدها طفلاً صغيراً يبدأ في استكشاف الأشياء من حوله، ثم يتابعه وهو يكبر ويبدأ في الذهاب إلى دار الحضانة وبعدها المرحلة الإبتدائية والتي يبدأ في اكتساب بعض الخبرات والمهارات والقيم وطرق التفكير منها، ثم مرحلة المراهقة بما فيها من اضطرابات نفسية وتغيرات جسدية وتغييرات في شكل العلاقة مع الأهل والمجتمع بالخارج، ثم مرحلة الجامعة تتبعها اختيار المهنة واختيار شريك الحياة.
وهكذا يستمر علم نفس النمو في متابعة رحلة النمو هذه حتى يصبح الإنسان كهلا ثم يموت، ويري بعض علماء النفس هنا أن الموت هو المرحلة الأخيرة من مراحل النمو.
تعريف علم نفس النمو باختصار
مما سبق نستخلص تعريفات مختصرة لعلم نفس النمو، وهي:
- هو العلم الذي يهتم بدراسة كافة مظاهر التغيير التي يتعرض لها الكائن الحي، بداية من مرحلة الإخصاب وحتى الوفاة.
- هو فرع من فروع علم النفس والذي يهدف لدراسة مراحل النمو التي يشهدها الكائن الحي، والخصائص العامة التي تميز تلك المراحل، وكذلك العوامل التي تؤثر فيها.
أهمية وفوائد دراسة علم نفس النمو
من الجانب النظري
- دراسة علم نفس النمو مهمة جداً للكشف عن المقاييس المختلفة لجميع مظاهر النمو (العقلي، والاجتماعي، والجسدي، والانفعالي) حتى يتمكن الباحث من معرفة العلاقة بين السن وبين الطول أو الوزن، وكذلك لمعرفة العلاقة بين النمو العقلي والاجتماعي وبين النمو اللغوي، وبالتالي معرفة النمو السريع من النمو المتأخر أو البطيء؛ حتى يتمكن من معرفة العوامل التي تؤثر في النمو وكيف تؤثر عليه؟
- فهم ومعرفة سيكولوجية العمليات العقلية كالتفكير والتذكر، ومراحل تطور تلك العمليات بداية من الطفولة وحتى سن الرشد.
- التمكن من وضع معايير للنمو النفسي في مختلف مراحله ومظاهره.
من الجانب التطبيقي
علم نفس النمو يساعد الآباء في العديد من الأمور فيما يخص عملية التربية، مثل:
- التعرف على مراحل النمو المختلفة وخصائص كل مرحلة منها وطبيعة الانتقال من مرحلة لمرحلة أخرى، في مرحلة الطفولة مثلا تتصف التبعية والاتكالية والتعلق بالوالدين والاعتماد عليهم، بينما مرحلة المراهقة تتسم بالاستقلالية والتحرر.
- التعرف على الفروق الفردية والتي توجد بين الجنسين، بل هناك فروق توجد بين الأفراد من الجنس الواحد، وهنا يجب مراعاة تلك الفروق أثناء التعامل مع الأبناء.
- التمكن من تهيئة الأبناء للتغيرات التي سوف تطرأ عليهم لاحقاً في مختلف جوانب النمو.
- تكوين صورة واضحة عن شخصية الطفل ونموه والعوامل التي تؤثر على هذا النمو، ومعرفة المعايير التي يتم من خلالها تقييم النمو لتصحيح أي اعوجاج يطرأ على الطفل أو شذوذ.
- كذلك تفيد دراسة علم نفس النمو المعلمين في معرفة خصائص مراحل النمو المختلفة ليتمكنوا من استثارة دافعية التلاميذ للتعلم.
- وتفيد المعلمين أيضاً في التمكن من معاملة الطلاب بشكل يناسب الفروق الجسمية والعقلية الخاصة بكل منهم.
- وبالنسبة للأخصائيين الاجتماعيين فتفيد في فهم المشكلات الاجتماعية ذات الصلة الشديدة بتكوين شخصية الفرد، مثل مشكلات الضعف العقلي والتأخر الدراسي والانحرافات الجنسية.