قصة جابر عثرات الكرام

3 سبتمبر 2024
قصة جابر عثرات الكرام

ترجمت قصة جابر عثرات الكرام للعديد من الأعمال بأسماء مختلفة، والقصة تتحدث عن صاحب المعرفة لا يقع في مآزق إلا ووجد له مخرج، في كل صعوبة يمر بها صاحب المعروف سوف يجد إنسان يقف بجانبه ويسانده، ذكرت القصة في كتب كثيرة ولكن كان هناك أختلاف بسيط في الشخصيات مثل ثمرات الأوراق، وكتاب المستجاد في فعل الأجواد، ولكن القصة في العموم تدور حول أهمية مساعدة الآخرين وقت المحن.

جابر عثرات الكرام

قصة واقعية حدثت في عهد الملك سليمان بن عبد الملك وهي عن رجل من قبيلة بني أسد أطلق عليه اسم خزيمة بن بشر، عرف عن خزيمة أنه رجل شهم وصاحب مروءة بين الناس، كان يتصف بالكرم وحسن الضيافة، وكان خزيمة صاحب أموال كثيرة وكان أفضل رجل بين أخوته، ولكن تحولت حياة خزيمة إلى مأساة حقيقة بعد أن فقد جميع ما يملك من أموال وأملاك.

مأساة خزيمة

تحولت حياة خزيمة بطل قصة جابر عثرات الكرام إلى مأساة بعد أن فقد كل ما يملكه من أموال، أبتعد عنه الأصحاب والأخوات والأهل، بقى خزيمة وحيد في داره حتى أنه أغلق باب المنزل ولم يعد يخرج إلى الناس كعادته وكان ينتظر الموت ليتخلص من هذا الجحيم، وما أصعب أن الذل والفقر بعد حياة العز والجاه، لهذا أوصنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن نرحم الإنسان العزيز بعد أن تغدر به الدنيا ويصبح فقير ذليل بين الناس.

قصة عكرمة الفياض

ذات يوم كان والي الجزيرة يمر من على قرية خزيمة، وكان والي الجزيرة وقتها هو عكرمة الفياض وكان الوالي شديد الكريم، وجلس الوالي في مجلس بين الرجال وجاءت سيرة خزيمة في هذا المجلس فسأل الوالي عن حاله، رد عليه القوم أن حاله تدهورت الآن وأصبح ذليل فقير لا يجدله صديق أو مواس، جمع الوالي 4000 دينار وعندما جاء الليل أخذ الأموال إلى منزل خزيمة وكان الوالي متنكر.

عكرمة وخزيمة

فتح خزيمة الباب لينظر من الطارق ووجد رجل ملثم لم يعرف أنه عكرمة الوالي، قال عكرمة لخزيمة: خذا هذا الكيس لك لكي تصلح ما أصابك من هم وفقر، رد خزيمة عليه وقال له: من أنت، قال الوالي عكرمة: لا أريد أن يعرف أحد من أنا، ولكن خزيمة رفض أخذ الكيس حتى يعرف من هو الرجل الملثم، عندها قال له الوالي: أنا جابر عثرات الكرام وأعطى له الكيس وأخذ فرسه وأنطلق بسرعة، أخذ عكرمة الأموال ودخل على زوجته وهو سعيد واخبرها أن الله افرج عليهم.

صلاح حال خزيمة

في الصباح التالي قام خزيمة بتسديد ديون، كما أن أحواله السابقة قد تحسنت كثيرًا، وذهب إلى فلسطين من أجل مقابلة الملك سليمان، عندما دخل سأله سليمان عن سر التأخر، فأخبره خزيمة ما حل به من ضعف وفقر وقص عليه قصة جابر عثرات الكرام الذي أنقذه، وهنا أصبح سليمان متشوق بشدة أن يعرف من هو جابر عثرات الكرام.

مكافأة عكرمة

تدهور حال عكرمة كثيرًا وكثرت ديون الجزيرة، فأمر الملك أن يعزل عكرمة وان يصبح خزيمة الوالي بدلًا منه، وربط خزيمة عكرمة بالسلاسل وحبسه، في اليوم التالي جاءت زوجة عكرمة وأخبرت خزيمة هل هذا جزاء جابر عثرات الكرام الذي أنقذك من الفقر؟، هناك شعر خزيمة بالخجل الشديد وفك قيد عكرمة وأعتذر له، ثم أخبر الملك سليمان أن عكرمة هو جابر عثرات الكرام الذي أعطاه النقود، عندها جعل الوالي عكرمة حام على الجزيرة وعلى ولايات أخرى جزاء المعروف الذي فعله.