حرب البسوس ، تعد أحد أشهر الحروب في التاريخ والتي وقعت في شبه الجزيرة العربية، وهي من أطول الحروب في التاريخ حيث استمرت لنحو أربعين عامًا.
حرب البسوس
وتعود تسمية حرب البسوس، إلى المرأة المعروفة باسم آل بسوس، والتي اشتعلت هذه الحرب بسببها، فبسبب اختلاط ناقة هذه المرأة مع قطيع لقبيلة تغلب تعود ملكيته لملك تغلب كليب بن ربيعة، حيث قام كليب بقتل الناقة عندما رآها وسط نوقه.
اشتعال الحرب
وبعد قتل كليب لناقة آل بسوس استمرت في الندب والبكاء إلى أن وصل الخبر لابن شقيقها جساس فلحق بكليب وقتله غدرًا، ولذلك سمى الوادي الذي قتل فيه بوادي البسوس، وكان يسمى قبل ذلك في وادي الخيطان.
وكان كليب التغلبي سيدًا في قومه لا يقبل أن تشارك أنعام وماشية أي قبيلة ماشيته في الكلأ “الطعام والشراب” ولذلك لم يكن مقبولًا لديه أن تشارك ناقة البسوس في كلأ نوقه، وانتفض لقتلها على الفور تأكيدًا لسيادته وقوته وقدرته على فرض الحماية وعدم إهانته بأي شكل بين العرب، خاصة أن الحروب بين القبائل العربية في ذلك الوقت كانت تدور بسبب المرعى والماء.
وبعد قتل كليب ووصول الخبر لأخيه الزير سالم، درات الحرب بين القبيلتين واستمرت في الكر والفر لمدة 40 عامًا بين قبيلتي بكر وتغلب، وبدأت الحرب في عام 494 م، وانضمت بعض القبائل في أحلاف ما بين بكر وتغلب.
وفي التاريخ العربي هناك ما يعرف بأيام حرب البسوس والذي شهدت أحداثًا رئيسية في مجرى هذا الحرب، فهناك يوم النهي الذي حدث فيه القتال عند الماء الذي نزل عليه بنو شيبان بقيادة الحارث بن مرة الشيباني بعد ذهابهم من جوار بني جشم في تغلب، وانتصر في هذا اليوم الزير سالم علي بني شيبان وأكثر من القتل فيهم.
وهناك يوم زبيد والذي التقت فيه القبيلتان في زبيد ولم ينتصر فيه أحد، كما أن هناك يوم الذنائب الذي انتصر فيه بنو ذهل بن ثعلبة وبنو تيم اللات بن ثعلبة وغيرهم إلا أن قبيلة تغلب فازت عليهم جميعًا وقتلت الكثير منهم.
وأيضًا يذكر التاريخ يوم واردات الذي التقت فيه القبيلتان بمنطقة واردات فازت فيه أيضًا قبيلة تغلب، ويوم عريضات انتصرت في تغلب وكذلك يوم ضرية ويوم القصيبات.
نهاية حرب البسوس
انتهت حرب البسوس بفوز قبيلة تغلب، بعد فرار الزير سالم هاربًا وهو الأمر الذي أدى لهزيمة قبيلته بكر، ولكنه عاد بشكل مفاجئ ليقتل جساس لتكون قبيلة بكر هي المنتصرة في النهاية، وتنتهي هذه الحرب بخسائر مادية وبشرية جسيمة لم يكن هناك ما يبررها سوى اتباع العصبية الجاهلية والقتل والانتقام الأعمى دون تحكيم العقل والنظر لمصالح القبيلة وسلامة أبنائها، وهي العصبية الجاهلية التي عمل الإسلام على القضاء عليها والحفاظ على الدماء.
وتسمى حرب البسوس عند العرب بالبتراء، لأنها لم تؤدى فيها دية للقتلى ولم تعقل الدماء فيها.