سعد زغلول ، هو أحد أشهر الزعماء المصريين في العصر الحديث نظرًا لتاريخه في الحياة السياسية في مصر ومواجهة الاحتلال الإنجليزي.
سعد زغلول
ولد سعد زغلول في عام 1850، في قريبة الإيبانية بكفر الشيخ في دلتا مصر، وينتمي لعائلة من الفلاحين المصريين، وقد تلقى تعليمه في كلية الحقوق وانخرط في مجال الصحافة قبل أن يصبح قاضيًا في محكمة الإستئناف في عام 1892، وتزوج من صفية ابنة مصطفى فهمي باشا رئيس وزراء مصر عام 1895.
أصبح سعد زغلول وزيرًا للتربية والتعليم عام 1906، وفي عام 1910 تم اختياره كوزير للعدل إلا أنه استقال من هذا المنصب عام 1912 بعد خلاف مع الخديوي عباس حلمي الثاني.
ودخل سعد زغلول للمجلس التشريعي عام 1913 وأصبح نائبًا لرئيسه، وكان داعمًا للاستقلال المصري عن الاحتلال البريطاني وهو ما أدى لاندلاع ثورة 1919 والتي أصبح سعد زغلول زعيمًا لها.
مطالبة سعد زغلول بالاستقلال
أصبح سعد زغلول رئيسًا للوفد المصري الذي يطالب باستقلال مصر، فقد طالب سعد زعلول بهذا المطلب من المفوض السامي البريطاني وهو ما قاد لاعتقاله ونفيه لمالطا ولكن لم يستمر هناك سوى شهر واحد، وأطلق سراحه حيث توجه إلى باريس مطالبا باستقلال مصر، وسافر إلى لندن عام 1920 للمطالبة باستقلال مصر، ولكن تم رفض هذه المطلب وتم نفيه إلي عدن ثم إلى سيشل ثم إلى جبل طارق ليتم إطلاق سراحه في مارس 1923 والعودة لمصر حيث تم تأسيس حزب الوفد ثم طلب منه تشكيل أول مجلس وزراء لمملكة مصر المستقلة في أواخر عام 1924.
ومما ساعد على ترسيخ زعامة سعد زغلول زعيمًا لثورة 1919، هو قرار الإنجليز باعتقاله، حيث أدى اعتقاله إلى اشتعال مصر بالمظاهرات، وخرجت في اليوم التالي لاعتقال سعد زغلو مظاهرات غاضية في جامعة القاهرة وشوارع العاصمة واتسعت المظاهرات وشملت طلاب الأزهر والأقاليم المصرية المختلفة، كما قام العمال في بعض القطاعات بالإضراب والمطالبة ببعض حقوقهم، وفشلت في هذا الوقت محاولة سلطات الاحتلال لإحتواء الغضب المتصاعد في الشارع، بل تم تعطيل السكك الحديد واستعان الإنجليز بالجنود لتشغيل القطارات، وأضرب العمال في كل مكان، وشملت الاحتجاجات حفر الخنادق في بعض أحياء القاهرة لمواجهة قوات الاحتلال البريطاني والاعتداء على محلات الأجانب، وهو ما دفع بالإنجليز للإفراج عن سعد زغلول والتعامل معه كممثل للشعب المصري.
وفاة سعد زغلول
تولى سعد زغلول رئاسة البرلمان قبل عام من وفاته، حيث توفي في 234 أغسطس 1927، ويعد رائدًا في مجال الإصلاح السياسي والقضائي والتعيلمي والاجتماعي في مصر، كما يعرف بزعيم الأمة وتحول بيت إلى رمز للاستقلال الوطني تحت مسمى بيت الأمة، وذلك رغم الانتقادات التي توجه له باعتباره كان عميلًا للاستعمار في بداية حياته وعمل مع حكومات تابعة للاحتلال الإنجليزي، كما أنه يواجه بعض الانتقادات المتعلقة بسلوكه الشخصي، ولكنها تختفي بالنظر لتاريخه الوطني ونضاله ضد الانجليز.