حكمت الدولة الأموية العالم الإسلامي بعد انتهاء عهد الخلفاء الراشدين، وتعد واحدة من أكبر الدول الإسلامية التي حكمت في التاريخ حيث استمرت لما يزيد عن 91 عام هجري، وشهدت فترة الحكم الأموي توسعا كبيرا في حدود الدولة الإسلامية التي وصلت إلى أطراف الصين شرقا وجنوب فرنسا غربا، كما تم فتح الأندلس.
قيام الدولة الأموية
تأسست الدولة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان بعد أن تنازل له الحسن بن علي بن أبي طالب عن الحكم بعد مقتل أبيه، واستمر حكم بني أمية منذ عام 41هـ/662م حتى عام 132هـ/750م، تولى فيها الحكم أربعة عشر خليفة، وقد اتخذ معاوية بن أبي سفيان من مدينة دمشق عاصمة لدولته.
قام معاوية بتقليد بعض مظاهر الحكم البيزنطي في دولته الوليدة، ومن أهمها جعل الخلافة بالوراثة بدل نظام الشورى، وبعد وفاة معاوية تولى الخلافة ابنه يزيد بن معاوية الذي شهد عهده اضطرابات شديدة حتى أنه اضطر لمحاصرة المدينة المنورة للقضاء على التمرد ومحاربة عبد الله بن الزبير، وقد أثار يزيد جدلا كبيرا بعد وفاته حول إسلامه أو كفره بسبب شربه للخمر والعداء الذي كان بينه وبين آل بيت النبي.
بعد وفاة يزيد بن معاوية تولى الخليفة عبد الملك بن مروان الحكم، ونجح جيشه بقيادة الحجاج بن يوسف الثقفي في هزيمة عبد الله بن الزبير “ابن أسماء بنت أبي بكر” والقضاء عليه وقتله في مكة عام 73هـ وأعاد الاستقرار للدولة، واستمرت الدولة الأموية في التقدم والإزدهار حتى بلغت أوج تقدمها واتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك.
خلفاء الدولة الأموية
شهدت دولة بني أمية تنصيب 14 خليفة، بدأت بالخليفة معاوية بن أبي سفيان وحتى سقوط الدولة الأموية في عهد الخليفة مروان بن محمد بن مروان بن الحكم، وجاء ترتيب خلفاء الدولة الأموية كالتالي:
- معاوية بن أبي سفيان
- يزيد بن معاوية
- معاوية بن يزيد
- مروان بن الحكم
- عبد الملك بن مروان
- الوليد بن عبد الملك
- سليمان بن عبد الملك
- عمر بن عبد العزيز
- يزيد بن عبد الملك
- هشام بن عبد الملك
- الوليد بن يزيد بن عبد الملك
- يزيد بن الوليد بن عبد الملك
- إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك
- مروان بن محمد بن مروان بن الحكم
سقوط الدولة الأموية
تميز عهد الخليفة هشام بن عبد الملك بالاستقرار وكان عهده طويلا حيث حكم لمدة 20 سنة، وبعد وفاته شهدت الدولة الأموية قيام الثورات والانقسامات خلال فترة حكم الخلفاء الذين أتوا من بعده، إلى أن نجح الخليفة مروان بن محمد في السيطرة على الدولة وقمع الثورات وأعاد الاستقرار النسبي إلى دولته.
لم يدم الاستقرار الذي رسخه الخليفة مروان بن محمد طويلا، حيث ارتفعت الأصوات المطالبة بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم رسول الله “صلى الله عليه وسلم” بالخلافة، واستغل العباسيين بعض الأخطاء التي قام بها الخلفاء الأمويين للحصول على دعم الشعوب في الدول التي تتبع الحكم الأموي.
التقى الجيش العباسي بقيادة أبي العباس، مع الجيش الأموي بقيادة مروان بن محمد في معركة الزاب شمال العراق، والتي انتهت بفوز العباسيين وفتحوا العراق ثم طاردوا الجيش الأموي وقتلوا الخليفة مروان بن محمد في معركة بوصير، وأكملوا طريقهم وأسقطوا المدن التي كانت تحت الحكم الأموي مدينة تلو الأخرى حتى فتحوا مصر وأعلنوا قيام الدولة العباسية.
أسباب سقوط الدولة الأموية
تعددت الأسباب التي أدت في النهاية إلى سقوط الدولة الأموية، ومن أهم هذه للأسباب ما يلي:
- قيام العديد من الثورات من خلال الخوارج والشيعة الذين طالبوا بأحقية آل البيت في الخلافة، ثم طالبوا بأحقية سلالة علي بن أبي طالب ثم سلالة العباس بن عبد المطلب.
- ضعف الاقتصاد بسبب المشكلات السياسية التي عانت منها الدولة الأموية منذ نهاية عهد الخليفة هشام بن عبد الملك.
- التمييز العنصري الذي مارسه الأمويين بين العرب وغير العرب من المسلمين التابعين لحكمهم في الوظائف وتكوين الجيش والضرائب.
- ارتفاع الأصوات المطالبة بقيام الدولة العباسية ومساندة أهل العراق لهم ومقتل الخليفة الأموي مروان بن محمد.
- انغماس بعض الخلفاء الأمويين في شهواتهم وابتعادهم عن تطبيق شرع الله في الشورى بينهم واعتماد الوراثة في الحكم واهتمامهم بالمظاهر والغناء وحياة الترف.