محمد رضا بهلوي هو آخر شاه حكم إيران، وكان يسعى للإصلاح في إيران لكنه كان ضد الأحزاب السياسية وحاول القضاء عليها مما ساهم في زيادة الغضب الشعبي ضده واندلاع الثورة ضده في عام 1979.
محمد رضا بهلوي
محمد رضا بهلوي من مواليد السادس والعشرين من شهر أكتوبر لعام 1919، وقد تمكن والده وقت ما كان محمد رضا في الخامسة من عمره من الاستيلاء على الحكم في إيران وأصبح هو شاه إيران، وقد عين ابنه محمد رضا بهلوي وليًا للعهد في عام 1926 ولم يكن تجاوز السادسة من عمره.
ودرس محمد رضا بهلوي في معهد لاروزي بسويسرا وذلك في عام 1931 وأكمل دراسته في إيران والتي انتهت بالدراسة في الأكاديمية العسكرية في طهران، واستلم حكم إيران خلفًا لوالده في عام 1941 وعمره اثنين وعشرين عامًا، ومع بداية عهده كان يسعى لتطبيق الإصلاحات الاقتصادية ولذلك اتجه لتأميم الثروات المائية ومنح الفلاحين حصصًا في الأراضي الزراعية، كما أنه أقر بحق المرأة في التوصيت ولكن هذه الاتجاهات الإصلاحية انتهت سريعًا لتواجه إيران حالة من حكم الفرد.
وقد تزوج الشاه محمد رضا بهلوي من الأميرة فوزية ابنة ملك مصر فؤاد الأول في عام 1939، وأنجب منها الأميرة شاهناز ولكن افترقا بعد ذلك، ليتزوج محمد رضا بهلوي من ثريا أصفندياري باختياري وانفصل عنها أيضًا ليتزوج من فرح ديبة والتي أنجب منها أربعة أطفال.
حكم محمد رضا بهلوي
وتعرضت إيران في عهد والد محمد رضا بهلوي لحالة من الاضطرابات السياسية أدت لتدخل بريطانيا وروسيا في الشؤون الإيرانية وتم احتلال أجزاء من إيران، وضغطت الدولتان على رضا بهلوي ليتنازل عن الحكم لابنه محمد في نهاية عام 1941.
ومع نهاية الحرب العالمية انسحبت بريطانيا من المنطقة وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية المساعدة للشاة من أجل الضغط على الاتحاد السوفيتي للانسحاب من شمال إيران وهو ما حدث بالفعل، واتجه محمد رضا بهلوي لتأميم الثروات الإيرانية وهو ما أطلق عليه الثورة البيضاء كما عمل على تزويع حصص الأرباح على العمال، ووضع خطط لإنتاج المحاصيل الزراعية من أجل تطوير الاقتصاد الإيراني.
ولكن تحول حكم محمد رضا بهلوي إلى الديكتاتورية شيئًا فشيئًا حيث عمل على تطبيق إجراءات صارمة على الأحزاب السياسية ومنع التعددية السياسية، وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية فقد اتجه محمد رضا بهلوي لبناء علاقات جيدة تقوم على المصالح مع حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الخليج بالإضافة لإسرائيل.
رحيل محمد رضا بهلوي
ومع تزايد الغضب الشعبي على حكم الشاه محمد رضا بهلوي خرجت مظاهرات ملئت شوارع إيران وخرج الجيش الإيراني للتصدي لها، وفي الثامن من شهر سبتمبر عام 1978 فتحت قوات محمد رضا بهلوي النار على احتجاج وتم قتل العديد من المشاركين فيه وهي الأحداث التي عرفت بالجمعة السوداء واعتبرت هذه الأحداث نقطة تحول مهمة لإنهاء حكم محمد رضا بهلوي.
وفي عام 1979 تم إجبار محمد رضا بهلوي على مغادرة إيران بعد ما عرف بنحاح الثورة الإسلامية التي كان يقودها آية الله الخميني وانتهت لقيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ورفضت الولايات المتحدة وأوروبا استقباله، واستقبله في ذلك الوقت الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات حيث أقام في مصر لفترة ثم غادرها للمغرب ثم جزر الباهاما وغادر بعد ذلك للمكسيك، واستقبلته الولايات المتحدة في أكتوبر 1979 من أجل العلاج ولكن طلبت منه الولايات المتحدة مغادرة أراضيها بعد اقتحام سفارتها في إيران واحتجاز رهائن أمريكيين من أجل تسليم الشاه، وكانت إصابة محمد رضا بهلوي تتمثل في سرطان الغدد اللمفاوية وخضع للعلاج في مصر قبل أن يتوفي في السابع والعشرين من شهر يوليو لعام 1980 وكان عمره ستين عامًا، وتم دفنه في جامع الرفاعي بالقاهرة.