نبذة عن العصر العباسى
بدأ قيام الدولة العباسية بعد سقوط دولة الأمويين وكان ذلك في عام 132 هجرياً، وقد سميت الدولة العباسية نسبة إلي العباس وهو عم النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ويعتبر العصر العباسى نقطة فارقة في التاريخ الإسلامي حيث أنه شكل تغيرات كبيرة في شتي مجالات المجتمع الإسلامي وشهد نهضة كبيرة في مجال التجارة والاقتصاد والعلوم، كما شهدت الدعوة الإسلامية انتشاراً كبيراً حيث وصلت للعديد من البلاد، بفضل الشخصيات التاريخية في العصر العباسى التي شملت الخلفاء المسلمين والعديد من الشخصيات البارزة في هذا العصر والتي سوف نستعرض بعض منها.
الخليفة أبو جعفر المنصور
يعتبر الخليفة أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء الدولة العباسية وقد ولد في العام الخامس والتسعين من الهجرة بالأردن، ويعد أبو جعفر المنصور هو المؤسس الفعلي للدولة العباسية العريقة، حيث أنه وضع أسس الحكم للدولة، وهو رجل حكيم وله خبرة وكان يهتم بجمع المال لتحسين أحوال الدولة، وكان رجل حازم وشديد ولا يلتفت لأي شئ إلا الحفاظ علي الدولة، وبفضل هذه الصفات استطاع بناء حضارة إنسانية وإسلامية عظيمة إستمرت لعقود من الزمن؛ لذلك هو من اهم الشخصيات التاريخية في العصر العباسى.
ومن أهم عوامل نجاحه هي حسن اختياره لمعاونيه من ولاه وقضاه وكل الموظفين بدولته ويتم محاسبة المقصرين فورا، كما أنه حدد الأخطار المحيطة بالدولة وواجها بشجاعة وتخلص من بعض منافسيه بالقتال والبعض الآخر بذكائه وحنكته، وهو من أسس مدينة بغداد العريقة وأهتم بترجمة الكتب وبالتعليم وأصبحت بغداد مركز للدولة العباسية ومنارة للحضارة العربية والإسلامية ومركز للعلوم والفنون، وقد فارق ربه في عام 158 هجريا وهو في الطريق لأداء الحج.
الخليفة هارون الرشيد
هارون الرشيد من أشهر الشخصيات التاريخية في العصر العباسى وفي التاريخ الإسلامي كله، وقد تناولته القصص بالعديد من الأحداث المضللة والغير حقيقية، فهو من أعظم الخلفاء والحكام وأوسمهم أيضا وقد ولد في عام 148 هجريا وقد أعده أبيه منذ الصغر ليكون قائد وحاكم، وكان هارون الرشيد كثير العبادة وكثير التصدق، وكان أيضا محبا للعلم والفن والأدب، وقد تولي الخلافة بعد ما أصبحت الدولة العباسية دولة كبيرة تشمل حدود متباعدة بفضل التوسعات التي قام بها من سبقوه، وقد كان جدير بهذه المهمة بسبب كفائتة وخبرته.
ويعتبر هارون الرشيد أحد الشخصيات التاريخية في العصر العباسى التي أضافت الكثير للحضارة الإسلامية فقد حقق طفرة كبيرة في مجال النشاط التجاري وفي السياسة الخارجية مع دول الغرب، كما أنه كان يهتم بالشعراء والأدباء والعلماء، وعلي صعيد التوسعات قام بالعديد من الفتوحات التي كان لها الفضل في نشر الإسلام، وتمتعت الدولة تحت خلافته بالرخاء والعدل والأمان والقوة بنفس الوقت.
الطبيب والعالم أبي بكر الرازي
اسمه الحقيقي هو محمد زكريا الرازي وقد ولد في عام 250 هجريا، وقد وصف بأنه أعظم طبيب عرفته البشرية في ذلك الوقت، فكان شغوفا بالعلم منذ طفولته وقام بدراسة العديد من مجالات العلم والادب مثل الفلسفة والكيمياء والمنطق والفلك والطب وقام بتأليف العديد من الكتب في مجال الطب، وأصبحت هذه المؤلفات هي المرجع الطبي للعديد من الدول الأوروبية لمئات السنين.
ويعتبر أبي بكر الرازي أحد الشخصيات التاريخية في العصر العباسى التي صنعت طفرات هائلة في علم الطب والصيدلة، حيث أن الفضل يعود له في ابتكار الخيوط التي تستخدم في الغرز الجراحية كما أنه أول من ابتكر وضع الدواء موضعيا علي شكل مراهم، وقد ولاه عضد الدولة بويه رئيس وزراء الدولة العباسي منصب رئيس الاطباء بأكبر مستشفيات العالم بذلك الوقت وهي مستشفى العضدي بمدينة بغداد.