شكري القوتلي هو أول رئيس لسوريا بعد الاستقلال ومن أشهر الزعماء السياسيين السوريين والعرب، كما أنه من الزعماء السوريين المعدودين في القرن العشرين.
شكري القوتلي
شكري القوتلي من مواليد العاصمة السورية دمشق في عام 1891، وتلقى تعليمه الإبتدائي في مدرسة يسوعية في دمشق، ودرس العلوم السياسية والإدارة العامة في اسطنبول والتي حصل منها على شهادته في عام 1913، وعاد بعدها إلى سوريا للعمل في الخدمة المدنية العثمانية
ونشأ شكري القوتلي في بداية حياته مؤيد للعثمانيين بحكم علاقات عائلته بإسطنبول، ولكنه تأثر بالتيار الليبرالي الذي نشأ في تركيا على أنقاض الانتخابات البرلمانية في تركيا، كما تأثر بالدعوات السياسية الناشئة والتي تدعوا للقومية العربية، وقد أيد شكري القوتلي في عام 1909 حزب الاتحاد والترقي ضد السلطان عبد الحميد الثاني، وبالتالي كان شكري القوتلي يدعو لاستقلال الأراضي العربية عن الدولة العثمانية.
وتوفي شكري القوتلي في نهاية يونيو من عام 1967 بعد أيام من هزيمة العرب على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتمت صلاة الجنازة عليه بشكل غير رسمي في الجامع الأموي قبل أن يدفن في مقبرة صغيرة.
حياته السياسية
بدأ شكري القوتلي حياته السياسية مسؤولًا حكوميًا عقب تأسيس المملكة السورية بالرغم من عدم اتفاقه مع فكرة الملكية، وقد شارك شكري القوتلي في تأسيس حزب الاستقلال الجمهوري، وقد حكم على شكري القوتلي بالإعدام الفوري من قبل قوات الاحتلال الفرنسي ولكن اتجه للقاهرة وأقام بها، وقد عمل كسفيرًا رئيسيًا للكونجرس السوري الفلسطيني وشكل علاقات قوية مع المملكة العربية السعودية.
وقد استغل شكري القوتلي علاقاته القوية مع المملكة العربية السعودية في الحصول على التمويل للثورة السورية التي اندلعت ما بين عامي 1925-1927 ضد الاحتلال الفرنسي، وقد أصدر الاحتلال الفرنسي لاحقًا وفي عام 1930 عفوًا عامًا عن شكري القوتلي أصبح بعده القائد الرئيسي للكتلة الوطنية وتم انتخابه في عام 1943 رئيسًا لسوريا، كما استطاع أن يحقق الوحدة بين سوريا ومصر.
إنجازات شكري القوتلي
تم تعيين شكري القوتلي وكان عمره ستة وعشرين عامًا مساعدًا لمحافظ دمشق بعد دخول الجيش العربي بقيادة الأمير فيصل والجنرال لورنس إلى دمشق بهدف إبعادها عن السيطرة العثمانية ومنح الاستقلال الكامل، وأصبح الأمير فيصل مسؤول عن الأراض المحررة من العثمانيين، ولكن لم يكن هناك اقتناع من شكري القوتلي وكثير من الشباب في وقته بالأمير فيصل واتجهوا لتأسيس حزب الاستقلال والذي كان يمتلك نظرة علمانية ضد بريطانيا وضد الهاشمية.
وتم تعيين شكري القوتلي نائبًا لرئيس الشؤون الداخلية في الكتلة الوطنية عام 1936 ليواصل دعوته لاستقلال سوريا خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبح في عام 1943 رئيسًا لسوريا، وكان معارضًا للقرار البريطاني بتقسيم فلسطين لدولتين عربية ويهودية وكان يجهز جيشًا لبدء الحرب والدعوة لتشكيل جيش عربي لحماية فلسطين.