عقاب قوم لوط هزة أرضية عنيفة أو زلزال أغرق مدينتهم في باطن الأرض، ثم حدث حريق هائل وانفجارات قوية حتى ضاعت مدينة سدوم واختفت من على الوجود للأبد، لم تكن قصة قوم لوط هي الشرك بالله فقط، بل كانوا مبدعين في أبتكار الفواحش، كانوا يخرجون عن المنطق والطبيعية الإنسانية، فكانوا يأتون الرجال بالفاحشة بدلًا من النساء، ذكر القرآن الكريم أنهم أول من ابتدعوا فكرة الشذوذ، عاشوا في مدينة سدوم، وكانوا يقطعون الطريق، ويفعلون المنكر في ناديهم، حتى أرسل الله تعالى لهم نبيه لوط عليه السلام وبدأت الحكاية.
عقاب قوم لوط
لا يحق العذاب على قوم من دون رسالة، ومن دون رسول، بعث الله نبيه لوط إلى قرية سديم، ينهاهم عن فعل المنكر، ويأمرهم بعبادة الله تعالى وحده، ويحذرهم من خطورة الفاحشة التي يفعلونها في العلن من دون استحياء، حيث كانوا يمارسون الشذوذ في وضح النهار وأمام بعضهم في الطرقات، ولكن قوم لوط كذبوه، بل أمروه بالخروج من قريتهم لأنه رجل يتطهر، وهكذا حال الفاسقين في كل زمن.
قصة لوط مع قومه
هاجر لوط مع عمه إبراهيم بعد أن صدقه وأمن به، فبعث الله تعالى لوط رسول إلى قوم مدينة سدوم وعمورة، وعرفت بعد بقوم لوط نسبة إليه، أنذر لوط هؤلاء القوم ووعدهم بعذاب شديد من الله تعالى إن أستمروا في فعل الفواحش، ولكن القوم كذبوا لوط، بل عاندوا وكابروا، كانوا أهل شذوذ جنسي، وكانوا لا يخجلون من فعل هذا المنكر في العلن، كانوا يقطعون الطرق، فلا يمر تاجر أو عابر سبيل إلا سلبوه ماله، بل يعتدون جنسيًا على الرجال المسافرين أو الغرباء.
ملائكة لعذاب قوم لوط
أرسل الله تعالى رسل من الملائكة إلى نبي الله إبراهيم، وقدم إبراهيم لضيوفه الطعام ولم يعرف أنهم رسل من الله، ولكن الملائكة لم يأكلوا الطعام، وتوجس إبراهيم خيفة منهم، لأن العرب أن أكل ضيف من طعامهم فقد أمنوا من شرهم، ولكن الرسل أخبره أنهم ملائكة من عند الله تعالى، وأبشروه أن زوجته سارة سوف تلد له ولد أسمه إسحاق، وسوف تلد بعده يعقوب.
أخبرت الملائكة أنهم سيتوجهون إلى قوم لوط، وأن عذابهم قد وقع، أخذ إبراهيم وكان من أولي العزم يجادلهم في أمر قوم لوط، ولكن الرسل أخبروه أن عقاب قوم لوط وقع ولا فائدة من المجادلة، خاف لوط على ابن أخيه الصالح، ولكن الملائكة أخبرت لوط أن العذاب على قومه فقط، ولن يصيب لوط والمؤمنين بأذى.
ضيوف سيدنا لوط
توجه الرسل إلى قرية سديم، وكانوا على هيئة شبان وجوههم جميلة ونضرة، كنا قوم لوط حذروه من مقابلة الضيوف، ولكن لوط عندما وجدهم خاف عليهم من أهل الفاحشة، فأخذهم إلى منزله، وكان ضائق الصدر بهم، كان يخاف على الضيوف أن يعرف القوم وجودهم في منزله، فيعتدون عليهم، كانت زوجة لوط كافرة، ذهبت إلى قومها، وأخبرتهم أن في منزل لوط شبان لم ترى في جمالهم قط، فجاء قوم لوط مسرعين إليه.
طلبوا من لوط أن يخرج الشبان، وكانوا يردون فتح الباب عنوة، ضاق بهم لوط، وقال لو عندي سند أو ركن شديد، ولم يعرف لوط بعد أنهم رسل الله تعالى، جادلهم لوط، وطلب منهم أن يتزوجوا من بنات القرية، ولكنهم قالوا للوط أنت تعلم ما نريد، وكانوا يريدون التعدي على ضيوف لوط وفتح الباب بالقوة، عندما وجد الرسل معاناة لوط، أخبروه أنهم رسل الله تعالى، وان عقاب قوم لوط وقع عليهم، وأهل القرية الكافرة سوف تهلك الصبح، وعلى لوط الخروج في الليل، ولا ينظر خلفه، ووقع العذاب على الفاجرين الكافرين، وأهلكوا جميعهم، ويقال أن مكان هلاكهم في البحر الميت.