يبحث عدد كبير من الناس عن علامات التوحد عند الأطفال، والذي يعتبر أحد الاضطرابات في الأعصاب، ويظهر بشكل واضح على سلوك الطفل عند الإصابة به، ويلق عليه بعض الأطباء اضطرابات طيف التوحد، وذلك عادة بسبب المعاناة التي تأتي للطفل في تلك الفترة والتي تؤدي إلى كثير من العوائق والمشاكل في حياته، والتي تتمثل في حدوث العديد من الأزمات في تفاعله واختلاطه مع الناس، فضلا عن مهارات التواصل ونطق اللغة والتصرفات الغريبة.
ويجدر بنا الإشارة إلى أن شدة حالات الإصابة بالتوحد عند الأطفال تتراوح عادة بين الحالات البسيطة والتي يقتصر فيها الأمر على معاناة الطفل من عدد من المشاكل البسيطة والتي يشبه فيها الطفل الطبيعي، ولكن في الحالات الشديدة يجب ومن الضروري أن يُوجه الطفل إلى رعاية مكثفة من قبل طبيب نفسي أو أحد المختصين
ويمكننا أن نشير إلى أن الأطفال المصابة بمثل هذا النوع من الاضطرابات من الممكن أن يظهر عليهم بعض العلامات والأعراض عند ولادتهم والتي تدل على إصابتهم بالتوحدي، والأعراض عادة من الممكن أن تظهر في فترة الطفولة أو في فترة الشباب، ويجدر بنا الإشارة إلى أن هذا المرض معرض للإصابة به كل من الإناث والذكور، وعلامات التوحد عند الأطفال تظهر لدى الجنسين، لكن وفقا لآخر دراسات أُجريت بشأن هذا الصدد أثبتت أن الذكور أكثر عرضة للإصابة بمثل هذا المرض، ووجب التنبية إلى أن تلك العوامل لا تسبب إصابة الطفل بالتوحد مثل العرق أو المستوى الاجتماعي أو دخل الأسرة، والمستوى الثقافي والتعليمي، وغيرها من العوامل، ليس لها علاقة نهائيا بإصابة الطفل، ونستعرض من خلال هذا التقرير أبرز علامات التوحد عند الأطفال.
علامات التوحد عند الأطفال
ويوجد العديد من علامات التوحد عند الأطفال التي يمكن ملاحظتها، ومن أبرز علامات التوحد عند الأطفال:
- مشاكل اللغة والحديث
- نطق يقل عن 50 كلمة عند بلوغه العام الثاني، أو عدم نطقه نهائيا، وهي أحد أبرز علامات التوحد عند الأطفال خاصة في هذا السن.
- تكرار الطفل لعدد من العبارات والكلمات بشكل دوري ومستمر، وأيضا أحد أكثر علامات التوحد عند الأطفال شيوعا.
- عدم تغيير نبرة صوته أثناء الحديث مهما اختلفت طبيعة الكلام، وهو أحد علامات التوحد عند الأطفال التي يمكن ملاحظتها من قبل أي أم في طفلها.
- من علامات التوحد عند الأطفال أيضا تفضيلهم الرد على الآخرين بكلمة واحدة بدلا من تكوين عدة جمل.
- إعادة الأسئلة الموجهة إليهم بدلا من الرد عليها.
- الابتعاد عن استعمال اللغة وقواعدها بشكل صحيح، وعدم قدرته على توظيف الضمائر وتكوين جمل مفيدة.
- فشل في فهم الجمل حتى ولو كانت بسيطة.
- فشل الطفل في تكوين أي صداقات فضلا عن مواجهة صعوبة في التعرف على الأطفال الآخرين.
- لا يوجد لديه رغبة في مصافحة الآخرين أو لمسهم.
- وجود صعوبة واضحة في فهم مشاعر الآخرين ومشاعره الخاصة وفشل في التعبير عنها
- إظهار رفضه التام للإصغاء للآخرين وعدم الاستماع أو التحدث معهم.
- يفضل دائما البقاء منفردا وحيدا وعدم الاختلاط بالآخرين، وهي أحد علامات التوحد عند الأطفال الشائعة بشكل كبير.
- لا يستجيب عادة لطلبات ونداءات الآخرين له.
- لا يحب مشاركة الآخرين ألعابه أو ذكرياته أو احتفالاته الخاصة، ودائما يظل وحيدا، وهي أحد علامات التوحد عند الأطفال.
- يبدأ بتكرار العديد من التصرفات والحركات بشكل مستمر على سبيل المثال القيام بالتلويح باليد بشكل مستمر.
- اهتمام الطفل ببعض الحواس بطريقة غريبة وغير طبيعية إطلاقا، فعلى سبيل المثال يظل الطفل يشم في ألعابه أو الأشخاص المحيطين به بشكل مستمر، ونفس الأمر ينطبق على عدد آخر من الحواس.
- نفور الطفل بشكل غير طبيعي من أطعمة معينة، وهي أحد أكثر علامات التوحد عند الأطفال شيوعا بينهم ويمكن لأي أم ملاحظتها.
- يفضل طفل التوحد دائما الروتين ويغضب في حالة إحداث أي تغيير ولو جزئي في يومه أو الروتين اليومي الخاص به.
- يركز بشكل كبير في تفاصيل محددة مثل النظر بشكل متواصل إلى عجلات السيارة وليس النظر على السيارة كلها، ونفس الأمر ينطبق على كثير من الأشياء الأخرى.
- يتجنب دائما التواصل البصري واي تواصل غير لفظي مع الناس، وهو من أبرز علامات التوحد عند الأطفال
- دائما يستعمل ملامح وتعابير وجه لا تناسب الكلام الذي يحدث معه.
- يصر على اتخاذ وضعيات محددة ولا يغيرها مهما طال الوقت، على سبيل المثال يظل جالسا لفترة طويلة جدا دون أي إرهاق أو تعب.
- اتخاذ وضعيات غريبة في الحركة مثل المشي على رؤوس الأصابع، بشكل مستمر ومتكرر.
- لا يستجيب لأي تصرف يجذب انباهه ولا يهتم بأي شخص يحضر أوي يغادر نهائيا، فضلا عن عدم تفاعله مع أي صوت أو رائحة، أو يقوم بالتفاعل معهم بشكل غريب، يثير دهشة من حوله.
- ينزعج بشكل كبير من الأصوات المرتفعة.
أسباب الإصابة بالتوحد عند الأطفال
ويجدر بنا الإشارة إلى أن العلماء لم يتوصلوا حتى الآن إلى وجود سبب واضح أدى إلى إصابة الأطفال بالتوحد، ولكن يعتقد الكثير منهم أن هناك عدد من العوامل والظروف التي لها دور كبير أدت إلى ظهور التوحد في الطفل ومن أبرز تلك العوامل:
العوامل الجينية
حيث أشارت التقارير إلى أن التوحد ينتقل عادة بين أفراد العائلة الواحدة، ومن هنا وصل العلماء إلى أن العوامل الجينية لها تأثير واضح في الطفل وما يجري به.
عمر الأبوين
يؤثر أيضا عمر الأبوين على إصابة الطفل بالتوحد من عدمها، حيث كلما كان عمر الأم أو الأب كبيرا كانت فرصة إصابة طفلهم بالتوحد أعلى.
ظروف الحمل
حيث أشارت العديد من الأبحاث العلمية إلى أن المرأة في حالة تعرضها لبعض العوامل الضارة للجسم أو تناولها بعض الأدوية من الممكن أن يؤدي ذلك إلى جعل الجنين أكثر عرضة للمعاناة من هذا الاضطراب، ومن هذه المواد الضارة على سبيل المثال: الكحوليات بكافة أنواعها، والأدوية التي تزيد من مرض التوحد وفرص إصابته مضادات الصرع.