إن فوائد أشعة الشمس كثيرة وعديدة فهي تدخل في الكثير من البنى الحيوية لجسد الإنسان وتساعد على نمو الجسد وتحسنه، كما أن التعرض لأشعة الشمس له أضراره أيضًا، واليوم سنتحدث عن فوائدها وأضرارها.
أشعة الشمس
إن كل الأشخاص الذين يخرجون من ديارهم يتعرضون بشكلٍ مُباشر لأشعة الشمس، لذلك فإنه من المهم معرفة الآثار المترتبة عن التعرّض لأشعة الشمس، حيث أنَّها تقوم بإصدار وبعث موجات من الضوء التي قد تكون نافعة أو ضارّة، وتُسمى هذه الموجات بالأشعة فوق البنفسجية، وتجب أن نُشير إلى أنّهُ من الممكن أن يتم اتخاذ بعض الإجراءات والتي تعمل كثيرًا على الوقاية والحماية من الأضرار المترتبة والناتجة عن التعرض لأشعة الشمس، ومن هذه الإجراءات؛ هو الوقاية من الشمس عن طريق استخدام واقي الشمس، إذ أنه يُمكن أن يُساعد على منع وحجب الأشعة فوق البنفسجية الخطرة، لذا قبل أن تتوجه إلى الخارج، حتى في فصلي الخريف والشتاء، من الأفضل وضع طبقة مُحددة من اقي الشمس بعامل حماية يبلغُ ثلاثين أو أكثر، ومحاولة عدم التعرّض لأشعتها في الفترة بين الساعة العاشرة صباحاً والرابعة عصراً، وهذا لأن الأشعة تكون أشد في هذه الفترة، كما يجب أيضًا ارتداء بعض الملابس والقبعات لحماية بشرتك من الأشعة، وهذا ينطبق خصيصاً على الصغار لأنّهم أكثر عرضة وحساسية، بالإضافة إلى الأهمية الكبرى لارتداء النظارات الشمسية ذات الحماية الكبيرة من الأشعة فوق البنفسجية، ويجب الذكر أنّ الأشعة فوق البنفسجية يمكنها أن تعبر عبر الجلد وتسبب الضرر بخلايا البشرة، وهذا خلال أي فصل من الفصول وأي درجة حرارة.
فوائد أشعة الشمس
بعض الفوائد التي تنتج عن التعرّض لأشعة الشمس نعرضها فيما يلي:
رفع هرمون السيروتونين
يتسبب كُلِّ من أشعة الشمس والظلام بإفراز الهرمونات في الدماغ، ويظن أنّ التعرض للأشعة يزيد من مُعدل إفراز الدماغ لهرمون يُسمى السيروتونين، ويتصل هرمون السيروتونين بعملية تحسين المزاج ومساعدة البشر على الهدوء والتركيز، وعندما لا يتعرض الشخص لأشعة الشمس بالقدر الكافي، فإنّ مستويات هذا الهرمون تنخفض في الجسد، حيثُ أنَّ المستويات الضئيلة من هذا الهرمون مُرتبطة بالإصابة بمرض الاكتئاب العام ومعه بعض الاضطرابات العاطفية الموسمية وهو نوع من الاكتئاب يحدث مع تبدل فصول السنة، ويجب الإشارة إلى أنّ تحسن المزاج الذي ينتج عن التعرّض لأشعة الشمس يوميًا ليس الفائدة الوحيدة التي يأخذها الإنسان من تعرّضه للأشعة، فهناك الكثير من الفوائد الصحية المتصلة والمرتبطة بتحصيل كميات مُنضبطة من أشعة الشمس.
بناء عظام قوية
إنّ التعرض كثيرًا للأشعة فوق البنفسجية المتواجدة في موجات أشعة الشمس يقوم بتحفيز بشرتك على تكوين فيتامين (د)، فقد أشارت الدراسات إلى أنّ تعرضك للأشعة لمدة ثلاثين دقيقة عن طريق ارتداء ملابس السباحة يُفيد جسدك بكمية خمسين ألف وحدة دولية من فيتامين (د) عند معظم البشر من القوقاز، وبكمية ثمانية إلى عشرة آلاف وحدة دولية من فيتامين (د) عند البشر ذوي البشرة الداكنة، ولهذا فالحصول على كميات كافية من فيتامين (د) من الشمس، يعمل على التأثير الإيجابي في صحة العظم في الجسد. وتجب الإشارة إلى أنّ الانخفاض في مستوى فيتامين (د) في الجسد يرتبط بحدوث العديد من أمراض العظام مثل؛ مرض كساح الأطفال، أو هشاشة في العظم، أو تلين العظم.
الوقاية من الإصابة بالسرطان
على الرغم من أنّ التعرض بشكلٍ مُباشرٍ وزائدٍ لأشعة الشمس قد يؤدي لحدوث سرطان في الجلد، ولكن الكميات المعتدلة من الضوء تمتلك فوائد وقائية كبيرة عندما يتعلق الأمر بمرض السرطان، ويجب الذكر أنّ الدراسات تشير إلى أنّ البشر الذين يقطنون في أماكن يقل فيها عدد ساعات النهار يصبحون أكثر تعرضًا للإصابة بأنواع مُعينة من السرطان، وهذا بالمقارنة بالبشر الذين يعيشون في مناطقٍ تحتوي على المزيد من الشمس خلال النهار،
ومن هذه السرطانات:
سرطان المبيض، وسرطان القولون، وسرطان البروستاتَ، وسرطان البنكرياس.
معالجة مشاكل البشرة
وهذا وفقاً لمنظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أنّ كثرة التعرض لأشعة الشمس ربما يساعد على مُعالجة الكثير من المشاكل المُتعلقة بالبشرة، ويوصي الأطباء بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية حتى تُعالج بعض الأمراض مثل: الإكزيما، والصدفية، واليرقان، وحب الشباب، ويجب أن ننوه إلى أنّه ورغم أنَّ العلاج بالضوء لا يتناسب مع الجميع، لكن يستطيع طبيب الأمراض الجلدية أن يُرشحه إذا وجد أنّه سيفيد علاج بعض الحالات المُعينة.
فوائد أخرى: أظهرت الدراسات أنه من المحتمل أن تأثر أشعة الشمس في بعض الحالات المرضية وتعالج هذه الأمراض.
ومن هذه الحالات:
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- والذئبة الحمراء.
- وأمراض الأمعاء الالتهابية.
- والتهاب الغدة الدرقية.
أضرار أشعة الشمس
قد يُسبب التعرض لأشعة الشمس بحدوث ما يلي:
- الإصابة بالتقران السفعي، أو حدوث سرطان الخلايا القاعديّة، أو سرطان الخلية الحرشفية، أو سرطان الخلايا الصبغية.
- نمو أورام حميدة.
- ظهور تجاعيد دقيقة وخشنة.
- ظهور النمش.
- حدوث التصبغات، وهي مناطق تُغير لونها من الجلد.
- شحوب وتلوّن الجلد باللون الأصفر.
- توسع الشعيرات، وهي عبارة عن تمدّد الأوعية الدموية الصغيرة تحت الجلد.
- تدمير النسيج المرن والكولاجين، مما يؤدي إلى ظهور الخطوط والتجاعيد، وأيضًا ترهل في الجلد.
- تضرّر العين، وهذا لأنه من الممكن للشمس كذلك أن تقوم بحرق العينين، وهذا لأنَّ العديد من ضوء الأشعة فوق البنفسجية ربما يدمر الشبكية، أو العدسة، أو القرنية.
- الإصابة بحروق الشمس، وتنتج عن التعرّض بشكلٍ واضح وكبير للأشعة، ويجب الإشارة إلى أنَّ حروق الشمس القوية والشديدة أو التسمم الناتج عن الشمس قد يتسبب بالكثير من عدم الارتياح، ويُنصح بطلب الرعاية الطبية إن حدث حروق من الشمس شديدة، وخاصة إذا كانت: تُغطي أكثر من 15٪ من الجسد، أو عند الإصابة بالجفاف، وارتفاع درجة الحرارة، أو عند الشعور بآلام شديدة تستمر لأكثر من ثمانية وأربعين ساعة