بعث الله سيدنا موسى إلى قوم فرعون وكان فرعون من أكثر الحكام طغيان وكفر، حيث حكم بني إسرائيل بالحديد والنار، وكان يجبرهم على عبادته ويعذب الضعفاء والفقراء منهم، أرسل سيدنا موسى برسالة الله إلى فرعون وقومه، وهي عبادة الله وحده، حيث كان فرعون استخف بقومه وأمرهم أن يعبدوه، تعرض سيدنا موسى للسخرية من فرعون فأنزل الله عليهم عذابه وهلك فرعون وجنوده في البحر.
قوم فرعون
كان هارون هو أفصح لسان من سيدنا موسى كما ورد هذا في القرآن الكريم، لهذا كان هارون هو سند موسى في دعوته إلى الله، ذهب موسى إلى فرعون ودعاه إلى عبادة الله، ولكن فرعون سخر منه وقال له: ومن هو ربك يا موسى، أجابه موسى: أن الله تعالى هو خالق كل شئ، ثم قال له فرعون: وماذا عن أجدادنا السابقون؟، أجابه موسى: علمهم عند الله تعالى في كتاب محفوظ، اتهم فرعون بالضلال المبين ولم يستجب له.
معجزات موسى
كان قوم فرعون بارعون في السحر، ولكن كان سحرهم بشري عن طريق خداع العين، لهذا بعث الله تعالى سيدنا موسى بمعجزتين، الأولى عصا يضربها موسى في الأرض فتتحول هذه العصا إلى أفعى، والمعجزة الثانية أن يضع موسى يداه في جيبه فتخرج بيضاء بدون سوء، عندما نظر فرعون إلى هذه المعجزات قال: إنما انت ساحر يا موسى وجاءت لكي تفتن القوم، وسوف نجمع السحرة وتأتي يوم الزينة وأيهما ينتصر سوف ينال العزة.
يوم الزينة
كان يوم الزينة من الأعياد في مصر، وأجتمع قبل هذا اليوم فرعون بالسحرة، ووعدهم بالأموال والمناصب الكبيرة أن تمكنوا من هزيمة موسى، وافق السحرة وقالوا: لو أن موسى كاذب سوف نهزمه بسهولة، ولو أنه نبي من الله سوف يهزمنا، وفي يوم الزينة ألقى السحرة عصاهم فتحولت إلى ثعابين ضخمة خدعوا بها عيون الناس.
انتصار سيدنا موسى
خاف موسى في البداية، ولكن الله تعالى أرسل له وحيه يخبره ألا يخاف فهو اليوم الفائز عليهم، ألقى موسى العصا فإذا هي تأكل ما ألقاه السحرة على الأرض، عندها علم السحرة أن موسى مرسل من عند الله تعالى، أمن السحرة بدعوة سيدنا موسى، غضب فرعون بشدة من السحرة وربطهم وقطع أجسادهم، عندها وقع العذاب على قوم فرعون بسبب طغيانهم، وأمر سيدنا موسى قومه المؤمنين أن يخرجوا معه من مصر.
عذاب قوم فرعون
عذاب قوم فرعون كان على مراحل عديدة، حيث لم يؤمن من قوم فرعون إلا القليل، فأرسل الله تعالى عليهم غضبه فماتت جميع الأسماك في النهر، وبالتالي أصبحت مياه نهر النيل ملوثة بدماء الأسماك الميتة، وخرجت لهم الضفادع وانتشرت في كل مكان، ثم أنتشر البعوض والذباب بشكل بشع، وبعدها جاء الغبار وتلوث الجو وأصبح الهواء الذي يستنشقه غير نظيف، وبعدها ظهر المرض عليهم متمثل في الأمراض الجلدية من البثور والتقرحات نتيجة إصابتهم بنزلات البرد، وتمثل العذاب أيضًا في النيران التي كانت تشتعل بدون سبب، وانتشار الجراد، وكانت الكارثة الكبيرة في موت أطفال قوم فرعون.
هلاك فرعون
خرج فرعون يطارد موسى وقومه، ولكن الله تعالى أمر سيدنا موسى أن يضرب البحر بعصاه، فإذا البحر ينشق ويتمكن موسى وقومه المؤمنين من العبور، أما فرعون وقومه عندما يعبرون خل موسى، تعود المياه كما كانت ويبلع الماء فرعون وقومه، وغرق فرعون والكافرين، وينجي الله سيدنا موسى ومن آمن معه.