يعد إدمان الأدوية من أكثر أنواع الإدمان الشائعة والتي يواجهها الكثير ممن الناس، خاصة وأن الأدوية صارت ضرورية لا غنى عنها في الوقت الحالي، وفي هذا الموضوع سوف نتحدث على أسباب إدمان الأدوية وما هي أعراضه، كما نتحدث عن كيفية حماية أنفسنا وأبنائنا منه.
ما هو إدمان الأدوية ؟
- إدمان الأدوية يعد مرض من الأمراض المزمنة التي تصيب المخ، وتجبر المريض على أن يتعاطى الدواء رغم آثارة الجانية السيئة وخطورته، كما أن إدمان الأدوية يؤدي إلى تغيير في وظائف وشكل خلايا المخ.
- ورغم أن بداية تعاطي الدواء تكن بإرادة المريض، لكن مع الوقت يصبح تكرار تناول الدواء يؤدي للتاثير على قدرة المريض في التحكم في نفسه، واتخاذ قرارت سليمة، وعلى المدى الطويل قد يؤدي إلى مشاكل نفسية وجسدية.
- ويمكن علاج إدمان الأدوية مثل العلاج من كل الأمراض المزمنة كالسكري، وأمراض القلب والضغط، لكن هناك احتمالية بأن ينتكس المريض مرة أخرى، وذلك لا يعني فشل العلاج بل يعني أن المريض بحاجة لاستكمال العلاج مرة أخرى أو من خلال إعادة تأهيل المريض.
هكذا يؤثر إدمان الأدوية على مخ المريض
- الادوية عبارة عن مواد كيميائية تلك المواد تؤثر على المخ والخلايا العصبية المتواجدة فيه ووظيفتها في معالجة ونقل المعلومات، كما تؤثر كذلك على النواقل العصبية والمواد التي تصل خلايا المخ ببعضها، فمثلاً مادة كالحشيش او الهيروين لديهم نفس التركيب الكيميائي للنواقل العصبية، وهذا الشبه في التركيب يجعل المواد المخدرة تقوم بخداع المستقبلات المتواجدة بخلايا المخ وينشط الخلايا العصبية ويرسل إشارات غير طبيعية.
- وهناك مواد أخرى مثل الكوكايين لها تأثير على الخلايا العصبية، فهي تقوم بإنتاج كميات كبيرة بصورة أزيد من النواقل العصبية الكيميائية، وهو ما يؤدي بدوره لزيادة نشاط تلك الخلايا بشكل هائل.
- ومن أكثر المواد بالخ التي تؤثر الأدوية عليها هي الدوبامين وهي مادة كيميائية تتواجد بالمخ في الاماكن المسؤولة عن العاطفة والحركة والشعور بالسعادة، لذلك عندما يتناول المريض الأدوية التي تزيد من الدوبامين أو تشبهه في التركيب فذلك بدوره يؤدي إلى شعور بالنشوة والسعادة لكن بشكل زائف، وتكرار هذا الشعور يؤدي إلى الإدمان ويكن السبب الرئيسي فيه.
- ويبدأ المخ مع الوقت في تقليل أو قد يصل لعدم إنتاج الدوبامين وذلك لكي يتأقلم مع وجود تلك الادوية، وهو ما يجعل المريض في حاجة دائمة لتناول الدواء، حيث بعد ذلك لا يمكنه الاستغناء عنها، ويتغير شكل وتركيب خلايا المخ على المدى الطويل، خاصة في المناطق المسؤولة عن التعلم والذاكرة والسلوك واتخاذ القرار، وهو ما يجبر المريض على تناول الادوية بشكل مستمر.
أعراض إدمان الأدوية
في الأغلب يبدأ إدمان الدواء بتجربة بسيطة في موقف ما لهذا الدواء، ودرجة الخطورة وسرعة الوصول لحالة الإدمان تحتلف بالطبع وفقًا لنوع المادة نفسها، كما أن المريض يبدأ مع مرور الوقت في زيادة الجرعة لكي يحصل على مزيد من السعادة الزائفة، كما أنه عند محاولة المريض لتقليل تلك الجرعة سوف تظهر أعراض الإنسحابن ومن ضمن أعراض إدمان الأدوية:
- مع الوقت تزداد جرعة تاول الدواء لكي يصل الشخص للتأثير المطلوب.
- يحرص الفرد دائمًا على تواجد كمية كافية من الدواء.
- يصرف الكثير من المال لكي يشتري الدواء وربما يصل به الأمر للسرقة.
- يشعر بحاجة دائمة لتعاطي الدواء بشكل يومي وربما يصل لعدة مرات في اليوم.
- ينقطع عن الأنشطة اليومية والمشاركة في المناسبات الاجتماعية والمهنية.
- تفشل محاولاته في التوقف عن تناول الدواء.
- يعاني من حدوث تقلبات في المزاج العام.
- تظهر أعراض الإنسحاب عند محاولة التوقف عن الدواء.
هكذا تحمي أبنائك من إدمان الأدوية
في بعض الأحيان يصعب على الفرد أن يفرق بين التغيرات الطبيعية للمراهقة وأعراض الإدمان، ويجب على الفرد أن يعرف تلك الأعراض لكي يحمي أبنائه من ذلك الخطر، ومن هذه الأعراض..
- تغيب ابنك عن المدرسة وعدم اهتمامه بأداء الواجبات المدرسة، وانخفاض معدل درجاته بشكل ملحوظ.
- وجود مشاكل جسدية وصحية وضعف في النشاط والطاقة.
- عدم الاهتمام بالشكل الخارجي وسوء المظهر والنظافة الشخصية.
- العزلة ويفضل البقاء وحيدًا بعيدًا عن أسرته لفترات طويلة، كما أنه يحاول أن يخفي دائمًا ما يقوم به.
- يعاني من اضطراب العلاقات الأسرية و الشخصية مع من حوله.
- يطلب المال باستمرار دون اسباب مقنعة، وربما تكتشف اختفاء وسرقة أموال من المنزل.
كل هذه الأعراض إذا ظهرت مع فقدان السيطرة والتحكم بالنفس سوء عليك أو على أحد المحيطين والمقربين منك ممن يتعاطون دواء ما، يجب عليك اللجوء للمساعدة الطبية بشكل أسرع كي تزيد فرص الشفاء.
أما إذا حدثت الأعراض الآتية يجب على الفور الذهاب إلى الطبيب..
- عدم القدرة على التنفس.
- غياب عن الوعي.
- حدوث التشنجات.
- إذا تناولت جرعة زائدة.