كيفية السيطرة على التناقضات بين العقل والقلب ؟ لضبط النفس أهمية ضرورية، وبرغم ادراك الكثير منا التفرقة بين الفعل الذي ينبغي حدوثه أم لا، إلا أن البعض يفشل في السيطرة على النفس؛ وذلك لعدم استطاعة الشخص على كبح المشاعر كما أنه لا يستطيع أن يكون عقلاني وواقعي، ومن هنا يكون الفرد قد أسأ مفهوم ضبط النفس ،وذلك لأنه يعتمد على العكس “المشاعر”.
السيطرة على التناقضات بين العقل والقلب
الكثير من البشر يرى مشكلة ضبط النفس، مشكلة عاطفية، فلكي تكون عقلانيا يجب ألا تخضع لمشاعرك لا وبل يجب أن تدمرها، فإننا نظن أن الشخص العاطفي هو شخص ضعيف, شخص لا يستطيع أن يعمل لمدة ثلاث أسابيع من دون أن يرى عائلته, وشخص لا يدرك معنى الواقعية، فالصورة التي ترسم في المجتمع هذه الأيام هي، لكي تنجح في حياتك المهنية تحتاج أن ترمي عواطفك جانبا، وهنا تأتي مشكلة الكثير من كتب التنمية البشرية وتطوير الذات،خاصة تلك التي تبدأ بـ “كيف”، كيف أنجح في الحياة على سبيل المثال.
مشكلة السيطرة على الذات
فهذه النوعية من الكتب تسعى دوما إلى إقناع القارئ لكي يصبح عقلانيا, وهذا يأتي عن طريق اضطهاد المشاعر وكبحها، لكن هذا معتقد شائع وخاطئ في نفس الوقت، فأنت تعرف منطقيا أن التدخين مضر مع ذلك لا تستطيع حرمان نفسك منه وأنت كشخص عقلاني تدرك أهمية الرياضة لكن لا تقوم بذلك، مشكلة السيطرة على الذات هي مشكلة عاطفية وليست فكرية، فنحن لا نمارس الرياضة لأننا منشغلون بأمور أكثر أهمية بل لأننا لم نصل بعد إلى ذلك الشعور الرائع الذي يأتي بعد التمرين وكذلك الأمر بالنسبة للتدخين، فأنت لا تستطيع تركه ليس لأنك لا تدرك بعد خطر التدخين على حياتك بل لأنك ستشعر بحالة أسوأ إذا تركته.
السيطرة على الذات
يبدأ ذلك بالتفاوض مع العواطف، على سبيل المثال يفترض أن هناك فرد يعشق الاستيقاظ باكرا لكن يفشل في هذا كل صباح، لذا لكي يستيقظ باكرا ربما عليه بتخيل المشاعر الرائعة التي سوف تأتي عندما تفعل ذلك أو ربما الرضى الذي سوف يغمره عندما ينجز الكثير في الصباح.
يجب أن يكون التخيل شعورا، لذلك يجب أن البداية تكون بشكل سهل ودون ضغوطات، وإذا شعر بالتعب عند الاستيقاظ، لا بأس, يمكن الانتظار للمرة القادمة، كما عليك بالوصول لمرحلة تفهم بها مشاعرك، وإذا نجحت في الاستيقاظ باكرا سوف ترد المشاعر إما بشكل إيجابي أو سلبي.