كثير من الناس يتعرض للإصابة بالتشنجات ويسأل بالأخص عن كيفية علاج تشنج الرقبة، لأنه مزعج بطريقة تحيل المرء إلى سريره من الألم حتى تعود رقبته إلى طبيعتها حتى يستطيع استكمال حياته، واليوم سنتحدث عن تشنج الرقبة وكيفية علاجه.
تشنج الرقبة
يصل وزن الرأس إلى ما يقرب خمس كيلوجرامات، وتقوم الرقبة بحمله، وتسمح له بأن يتحرك يُمنةً ويُسرة، وإلى أعلى وأسفل، إضافة إلى أنها تشكل ممراً للحبل الشوكي، وتحتوي على الأوعية الدموية التي تقوم بنقل الدم من الرأس وإليه، وعند النظر إلى التركيب الداخلي للرقبة فإننا نلاحظ أنّها تُشكّل بُنية متشابكة من العظام، والأربطة، والأعصاب، والأوتار، والمفاصل، والعضلات، والأوتار، إضافة إلى سبع فقرات عظمية، تقوم بالفصل بين كل واحدة والأخرى بأقراص غضروفية تعمل على عمية امتصاص أي صدمة تتعرّض لها الرقبة.
وفي حقيقة الأمر فربما يعاني أي شخص من ألم الرقبة سواء كان ذلك لفترة قصيرة من الزمن أو باستمرار حتى يصبح ألم مزمن، وهذا لعدة أسباب متنوعة، منها تشنّج الرقبة، والذي يُمكن أن نُعرفه على أنّه انقباض مفاجئ ولا إرادي في عضلات الرقبة، فيشعر الشخص بألم وتصلب في رقبته، وربما يُمنع هذا التشنج الشخص على أن يحرك رقبته.
ويجب أن نشير إلى أنّ الألم الذي يصاحب التشنج ربما يظل مستمرًا بضعة دقائق، أو يظل لساعات أو ربما أيام بعد أن ترتخي العضلات في الرقبة وتعود إلى حالتها الطبيعية.
كيفية علاج تشنج الرقبة
تكون الحالة المصابة بتشنج الرقبة غالبًا سهلة ولا خطر منها، ومن الممكن أن يتم التخلص منها بيسر عن طريق القيام ببعض التمارين، أو عن طريق استخدام أحد طرق العلاج المنزلي، أو عبر تناول بعض الأدوية الخاصة لغرض العلاج.
تمارين الرقبة
وهناك بعض التمارين التي من الممكن أن تُمارس لمُعالجة تشنج الرقبة وفيما يلي بيان لبعضها:
التمرين الأول
يحتاج هذا التمرين إلى أن يستلقي الشخص على ظهره مع ثني ركبتيه، وبعدها يسند الراس بيديه، ومن ثم يقوم بمحاولة تحريك الرأس باتجاه الصدر، ويبقى على هذه الوضع لعشر ثوانٍ، وننصح بأن يتم تكرار هذا التمرين خمس مرات.
التمرين الثاني
يقف الشخص باستقامة، ويثبت يده اليمنى بيده اليسرى خلف ظهره وبعد ذلك يميل أحد كتفيه للأسفل قليلاً، ويحرك رأسه اتجاه كتفه الآخر، ويظل على هذه الوضع لمدة تتراوح بين 15-30 ثانية. ومن المهم تكرار هذا التمرين ثلاث مرات على كلتا جهتي جسده.
التمرين الثالث
وضع يده اليمنى على رأسه، ومن ثمّ يميل رأسه باتجاه الجهة اليمنى من صدره، ومن ثمّ يعيد التمرين بإمالة رأسهُ إلى الجهة اليسرى من صدره، وننصح بأن يتم إعادة هذا التمرين ثلاث مرات.
العلاجات المنزلية
سنوضّح فيما يلي بعض علاجات المنزل التي تُساهم على تخفيف ألم تشنّج الرقبة:
التدليك
يقوم المُصاب بتدليك الرقبة بنفسه، أو يطلب من أحد رفاقه أن يقوم بذلك، إذ يتمّ الضغط بأصابع الأيدي على الجزء المُصاب بالتشنّج من الرقبة، وتحريك الاصابع بشكل دائري.
استخدام كمادات الثلج
يُمكن أن يتم استخدام الثلج في التخفيف من ألم وتشنج العضلات، وكذلك تشنّج الرقبة، ويجدر أن نشير ونحذر من أهمية عدم وضع الثلج على الجلد مباشرة، بل يجب أن يتم لفّه بمنشفة على سبيل المثال، ومن ثم توضع على رقبة الشخص لمدة لا تتجاوز عشر دقائق متواصلة، وبالإمكان بعد هذا أن يكرر استخدام كمادات الثلج لمدة لا تتجاوز مرة في الساعة الواحدة.
تطبيق الحرارة
تُساهم الحرارة على تخفيف تشنّجات الرقبة التي تحصل بتكرار، ويُمكن أن تطبق الحرارة على موضع التشنّج عن طريق استخدام كمادات دافئة.
تخفيف التوتر
يقوم التوتر والضغط النفسي بزيادة احتمالية أن يصاب الشخص بتشنج الرقبة، وبالإمكان تخفيف هذا التوتر عن طريق قسطٍ مِن الراحةِ، وعبر الممارسة لبعض التمارين وربما التأمل قليلاً، وهذا إضافة لتمرين التنفس العميق.
العلاجات الدوائية
هناك عدد معقول من الأدوية التي بالإمكان أن يتم استخدامها في معالجة تشنّج الرقبة، نذكر منها ما يلي:
- الباراسيتامول: إذ يُساعد الباراسيتامول في تخفيف حدة الألم الذي يرافق لتشنّج الرقبة.
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: وهذا إضافة لمقدرة هذه الأدوية على تسكين الآلام، فهي تعمل أيضًا على التخفيف من حدة الالتهاب الذي بإمكانه أن يزيد تشنّج الرقبة سوءاً. ومن الأمثلة عليها:
- الإيبوبروفين، والنابروكسين، ويجب الإشارة إلى ضرورة اخذ المشورة من الطبيب قبل البدء باستخدام أيّ من هذه الأدوية المُسكّنة في حال كان الشخص مصاباً بقرحة المعدة (بالإنجليزيّة: Gastric ulcer)، أو بأحد أمراض الكلى أو الكبد المزمنة، أو يعاني من وجود نزيف في جهازه الهضمي.
- مُرخيات العضلات: يتم وصف هذه الأدوية في عند انعدام فاعلية المسكّنات التي ذكرنا آنفًا في علاج آلام تشنّج الرقبة، وتعمل على إرخاء العضلات وبالتالي تخفيف تشنّج الرقبة، ومن الأمثلة عليها: الباكلوفين والتيزانيدين.
- الستيرويدات أو الحقن المُخدّرة: في الحقيقة لا يتم استخدام الستيرويدات والحقن المُخدّرة إلّا إن كانت العلاجات التي سبقتها غير فعّالة.
مراجعة الطبيب
رغم أنّ أكثرية حالات تشنّج الرقبة تصبح بسيطة وقد لا تسبب أي قلق كما قلنا من قبل، إلّا أنّهُ يصبح هناك عدة حالات التي ربما تشير إلى تواجد مشكلة كبيرة، وفيما يلي بيان لعدة حالات تشنّج للرقبة قد تستدعي مراجعة الطبيب:
- المُعاناة من تشنّج الرقبة بعد أن يتلقى ضربة أو يتعرّض للإصابة.
- استمرار التشنّج في الرقبة لفترة تتخطى الأسبوع، أو إن كان التشنّج قوياً.
- الإصابة بالصداع وزيادة حدّته بشكلٍ سيء مع مرور الوقت، وأن يصاحبه أعراض أخرى مثل التقيؤ والغثيان.
- زيادة قوة ألم الرقبة مع الوقت أو استمراره إلى إحدى الذراعين أو كلتيهما.
- ظهور بعض الأعراض مع تشنّج الرقبة؛ فالتهاب السحايا يعد من الأمراض الخطرة التي من الممكن أن تُسبّب التشنج أو تصلّب الرقبة، ومن أعراضه:
- الإصابة بحمى عتيدة، أو قشعريرة، أو صداع وربما يأتي مع كل هذا ظهور بعض البقع البنفسجية على الجسم في بعض الحالات.