نتحدث في هذا التقرير عن برامج مفتوحة المصدر ، إذ أنه صفة أو خاصية يجرى اطلاقها على برنامج، كما أنها لغة برمجة، أو نظام تشغيل، يوفر مالكها أو مخترعها الأكواد الرئيسية والمصدر الأساسي والخوارزميات التي تخصها، وذلك من أجل العمل على إعادة التعديل والبرمجة ، وإعادة التوزيع والمشاركة تبعًا لمتطلبات كل مستعمل.
كما أن البرامج أو اللغات مفتوحة المصدر تقوم بفتح المجال أمام مستعمليها للمشاركة في تحسين الأكواد والعمل على تنقيحها، وحل المشكلات التي تتعلق بها، وأيضاً تقوم بفتح المجال أمام مستعمليها من أجل تعديلها وتكييفها تبعًا لطبيعة الاستعمال التي تخص بكل مستعمل.
لماذا نستخدم برامج مفتوحة المصدر ؟
المراقبة Control
نستمر في الحديث عن لماذا نستخدم برامج مفتوحة مفتوحة المصدر ، إذ أن عديد من الناس يقومون بتفضيل البرمجيات مفتوحة المصدر، لأنهم يمتلكون الكثير من السيطرة على ذلك النوع من البرامج، ويكون في إمكانهم فحص الكود من أجل التأكد من أنها لا تقوم بفعل أي شيء لا يرغبون في فعله، ويكون في إمكانهم القيام بتغيير أجزاء منه لا يرغبون فيها، أو استعمال تلك البرامج لأي غرض يريدون فيه ليس فقط بطريقة محددة سلفًا.
التدريب Training
العديد من الأشخاص يفضلون برامج مفتوحة المصدر، لأنها تقوم بمساعدتهم على أن يصبحوا مبرمجين أهم، بسبب الكود مفتوح المصدر متاح للكل، ويكون في إمكان الطلاب دراسته بكل سهولة خلال تعلمهم من أجل إنشاء برامج أهم، ويكون في الإمكان للطلاب أيضًا مشاركة عملهم مع الآخرين.
الآمان Security
- الكثير من المستخدمين يقومون بتفضيل البرامج مفتوحة المصدر، لأنهم يعتبرونها أكثر ثباتًا وأمانًا من البرامج الاحتكارية، بسبب أن أي شخص يكون في إمكانه عرض برامج مفتوحة المصدر والقيام بتعديلها، و قد يكتشف أي خطأ التي قد يفوتها مؤلفو البرنامج الأصليون، ويجرى العمل على حذفها أو تصحيحها.
- ولأن الكثير من المبرمجين يكون في إمكانهم العمل على جزء من برنامج مفتوح المصدر دون أن يجرى طلب إذن من المؤلفين الأصليين، لهذا فيكون في إمكانهم إصلاح وتحديث وترقية البرامج مفتوحة المصدر بسرعة أكبر مما يكون في إمكانهم من استعمال البرمجيات الاحتكارية.
الثبات Stability
يفضل الكثير من المستعملين برامج مفتوحة المصدر عن البرامج الاحتكارية الخاصة بالمشاريع الهامة كبيرة الأجل، لأنهم بذلك يتأكدوا من أن أدواتهم لن تختفي أو تكون متعثرة في حالة توقف مطوري المحتوى الأصلي عن العمل فيها، ففي إذا جرى استعمال البرامج مفتوحة المصدر فذلك يقوم بضمان وجود مستقبلي طويل الأجل لها.
ما الفرق بين البناء من الأعلى والأسفل ؟
البناء من الأعلى إلى الأسفل
- عندما تطرح شركة آبل النسخة الحديثة من نظام التشغيل IOS، فإن فريق عمل الشركة يكون وحده هو المسؤول عن تحسين نظام التشغيل وتطويره، وتقديم كل خدمات الصيانة التي تخصه، وذلك يعني أننا سنقوم بالحصول على منتج من شركة آبل وأي تفاصيل تكون متعلقة به تتطلب عودتنا لشركة آبل ذاتها.
- لو مثلنا ذلك الأمر على شكل هرم، فإن شركة آبل ذاتها ستكون بقمة الهرم والمستعملين أسفل الهرم، بمعنى أن كل المنتجات التي تصدر من شركة آبل ستسلك نفس الطريق، وهو الطريق من قمة الهرم إلى أسفله أي من آبل إلى المستعمل، ولا يكون في إمكان أي مستخدم أو أي شخص أو أي مطور آخر خارج نطاق الشركة أن يساهم في تطوير المنتج ذاته.
البناء من الأسفل إلى الأعلى
- لنقم بتخيل أن شركة جوجل تصدر نسخة جديدة من نظام تشغيل الهواتف النقالة أندرويد، فهي لا تطرح نظام التشغيل فقط كي تشتريه الشركات المصنعة للهواتف النقالة، بل أيضاً تطرحه كي يقوم المطورون على مستوى العالم بالاطلاع عليه وتطويره.
- وذلك يعني نمط جديد من التواصل وتبادل الخبرات، إذ يكون في هذه الحالة تبادل معلومات وخبرات مستمرة بين الشركة والمستعملين والشركات المصنعة للهواتف النقالة، ويكون في الإمكان بتلك الطريقة أن يقوم أحد المستعملين بطرح نسخة جديدة لهواتف الأندرويد، و قد تكون أفضل مما قد تقوم شركة جوجل نفسها بإصداره.
- ذلك الأمر يعني أن الحصول على منتج جديد لم يجرى من نفس الجهة بل جرى بمشاركة الكثير من الأشخاص، ونكون نحن نتحدث في هذا الإطار عن عملية البناء تجرى من أسفل الهرم أي من قاعدة المستعملين، وصولاً إلى أعلى الهرم وهي الشركة التي تصدر للنظام، وذلك ما يعرف باسم البناء من الأسفل إلى الأعلى.
- تعتبر هذه الإستراتيجية الرائعة وهي البناء من الأسفل إلى الأعلى مطبقة بشكل تام على نظام التشغيل لينكس ، فمنذ أن جرى إطلاق نظام تشغيل لينكس مفتوح المصدر سنة 1991، بالإضافة إلى جعل كود المصدر الذي يخصه مفتوح للكل.
- صار نظام تشغيل لينكس واحد من أهم وأبرز أنظمة التشغيل في المطلق، وهذا لأن عملية تطويره وإصدار نسخ جديدة منه تجرى عبر مجموعات المطورين على مستوى العالم وباستمرار، وإذا جرى العثور على مشكلة أو ثغرة بأحد الإصدارات يتمكن أي شخص على مستوى العالم أن يحاول تعديلها وتطويرها.
- وذلك الأمر جعل من هذا النظام من أبرز وأهم الأنظمة ضد الفيروسات وهجمات القرصنة، وهو ما جعله من أفضل الأنظمة في مجال تشغيل خوادم الشبكات، وهو ما جعله أيضاً نظام التشغيل الأكثر انتشاراً على مستوى العالم في مجال الحواسيب الفائقة أو الحواسيب الخارقة، إذ تعتمد 95% من الحواسيب الفائقة على مستوى العالم على نظام تشغيل لينوكس.
نزعة أخلاقية لبناء عالم تكنولوجي مفتوح المصدر
- نستمر في الحديث عن لماذا نستخدم برامج مفتوحة مفتوحة المصدر ، إذ لم تعد إستراتيجية العمل بالبرامج وغيرها مجرد تطور مهم على مستوى مسار التطور التقني الجديد، بل صارت بالنسبة للكثير من الأشخاص فلسفة عمل متنوعة وفكر شامل جامع.
- حيث أن فكرة المصادر المفتوحة مبنية على مفهوم المشاركة، أي جعل كل التفاصيل متاحة لأي شخص على مستوى العالم وبشكل غير مدفوع بكل تام.
- حيث أن مصطلح مشاركة المعلومات له الكثير من الآثار الإيجابية من أجل العمل التقني عمومًا ومن بينها وأبرزها، القيام بكسر حالة الإحتكار التي تنفذها الشركات التقنية الضخمة، والقيام بفتح الباب أمام المطورين والمبدعين على مستوى العالم ليقوموا بإبراز قدراتهم بشكل أبرز وأهم.