نتحدث في هذا التقرير عن صفات الزوجة الصالحة ، حيث أن الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام قال “من سعادة إبن أدم، الزوجة الصالحة، والمركب الصالح، والمسكن الواسع”، فلو كان الصلاح من صفات المرأة فإن هذا الأمر يعد من أسباب إعانة العبد على دينه، كما أن الزواج من النعم التي تستحق شكر الله سبحانه وتعالى عليها.
بالإضافة أن عبد الله بن عمرو روى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال “الدنيا متاع، وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة”، حيث أن الحديث يدل على أن الحياة الدنيا من المتاع الزائل، غير أن الزوجة الصالحة من أفضل الأمتعة الخاصة بها؛ وهذا لأنها تحقق السعادة في الحياة الدنيا، وتعين زوجها على أمر الحياة الآخرة.
ويصل الشخص الذي يريد أن يتزوج إلى الزوجة الصالحة بأن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى من خلال التضرع والدعاء والابتهال بأن يرزقه الزوجة الصالحة، كما يجب البحث على الزوجة صاحبة الدين والعفة ، دون أن يهمل او تهمل صلاة الاستخارة في أمر الزواج، ولا مفر من أن نوعي المرأة، وأن نبين أبرز الأمور التي تعينها على أمر دينها ودنياها، حتى يبلغ الزوجان إلى الغاية التي نرجوها من الزواج.
السعادة الزوجية
لا مفر للزوجين القيام بالأمور التي تحقق السعادة على مستوى حياتهما، منها، القيام بتوجيه كل الطرفين الكلام العاطفي للطرف الآخر، والكلام الذي يدل على الألفة والحب، والاحترام والود المتبادل بينهما، وهذا الأمر يعد من وسائل الاستقرار الأسري.
وتدعيم أركانه، ويعمل على حذف منغصات الحياة التي قد تطرأ عليهما، كما أن الزوجة عليها أن تقوم بمخاطبة زوجها بالألقاب والكنى التي يريدها، إذ كان الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يطلق على زوجته عائشة رضي الله عنها الحميراء؛ لأنها كانت ناصعة البياض.
ما هي صفات الزوجة الصالحة ؟
الحرص على الابتسامة الدائمة بين الزوجين
يجب أن يحرص الزوجان على التبسم الدائم في وجه بعضهما البعض، وأن ينشرا روح الدعابة والمرح بينهما، إذ أن هذا الأمر من وسائل التصدي لضغوطات الحياة، ومشكلاتها، والأحداث التي تحصل بها، والقيام بتحقيق الرضا في النفوس عن الحياة، إذ ورد أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام سابق زوجته عائشة رضي الله عنها، حيث سبقته، ثم أعاد السباق مرة أخرى فسبقها.
احترام الطرفين للأفكار والمشاعر والتوجهات المتعلقة
عندما نختار يجب أن تكون الأفكار والمعتقدات متفقة كلها مع بعضها، ولو اختلفت فيجب أن يحترم الطرفان هذا الأمر وأن يقدراه ذلك وتقديره، دون إلزام أي طرف للطرف الآخر بتغيير الأفكار والمعتقدات، ولكن يكون في إمكان كل الطرفين تبادل الأفكار، والنقاش بها.
إن من أبرز أسرار نجاح علاقة الزوجين ببعضهما التقائهما بالكثير من الأمور والاهتمامات، والتشارك من خلالها، مما يؤدي إلى ان تستقر الحياة الزوجية، وتقوية علاقتهما ببعضهما، مع الحرص على القيام ببعض الأنشطة والأعمال، وخاصة اليومية منها، التي تؤدي إلى هذا الأمر.
إغفال بعض الهفوات والزلات
يجب أن يحرص الزوجان على تجاوز الهفوات والزلات القولية أو الفعلية، وهذا ما يعد أبر ما يساعد على اسقرار الحياة الزوجية، إذ أن الحياة الزوجية يجب أن تقوم على البساطة في الأمور، وعدم التكلف بها، لأن الأخطاء قد تكون بسبب الذي يلقاه أي طرف من هموم الحياة ومصاعبها، غير أن على الطرف الآخر الصبر على هذا الأمر، والإعانة عليه، من أجل تجازوها والتخلص منها.
العناية بالمظهر العام
والذي يخص الذات، وهذا من واجبات كل طرفي العلاقة الزوجية، إذ أن عبد الله بن عباس رضي الله عنه، كان يتزين لزوجته، والعكس صحيح طبعًا، إذ قال الله سبحانه وتعالى، “ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف”، حيث يشمل هذا كل الذي يقع عليه نظر العين، وكذلك كل الذي يقع عليه الأذن والأنف، ويتحقق هذا من خلال الاهتمام والعناية بالألفاظ التي يتكلم بها أي طرف.
إدخال السرور على الزوج
يعتبر هذا الأمر من أبرز الأمور التي يجب أن تتسم بها الزوجة الصالحة، لكي يشمل هذا الملبس والمظهر الخارجي، كما يفضل أن تكون تطيع لزوجها وأن تستجيب له دون تعنت أو تكبر، إذ قيل لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام “أي النساء خير؟ قال، التي تسره إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره”.
طاعة الله والزوج
تتسم الزوجة الصالحة بكونها مطيعة إلى خالقها ثم إلى زوجها فهي تقوم بالحرص على ان تقوم بكل الذي عليها من الحقوق تجاه الله سبحانه وتعالى بالحفاظ على الصلوات والحقوق التي عليها اتجاه الزوج، كما أنها تحرص على أن تحفظ بيتها ونفسها ومال زوجها إذا غابت عن البيت، بما لديها من العفة والأمانة والأخلاق الطيبة، إذ أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه “فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله”.
صفات الزوجة الصالحة
هناك الكثير من الصفات التي يكون في إمكانها البحث عنها عند القيام باختيار الزوجة الصالحة ومنها، صاحبة الدين، إذ أن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام، قال “تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”.
وهناك أيضًا الولود، حيث يكون في الإمكان أن يعرف هذا بكون تلك الزوجة من أسرة تتسم النساء فيها بالقدرة الكبيرة على إنجاب كثرة الأولاد، وهذه صفة رئيسية في الزوجة لورودها على مستوى حديث النبي عليه أفضل الصلاة والسلام “تزوجوا الودود الولود، فإني مكاثر بكم الأنبياء يوم القيامة”، وهناك أيضًا تفضيل البكر على غيرها من النساء حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك”.
صاحبة العقل الراجح
لكي يحافظ المرء على حسن العشرة الدائمة، فيجب أن يختار صاحبة العقل الراجح، إذ أن المرأة الحمقاء لا يطيب العيش إلى جوارها، وهناك الجمال اللازم لكي يقوم الزوج بتحقيق غض البصر بها بالإضافة إلى السكينة والراحة في نفسه، إذ أن رسول الله قال: “ما استفاد المؤمن من شيء بعد تقوى الله خيرا له من زوجة صالحة: إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرته، وإن أقسم عليها أبرته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها وماله”.