نتحدث في هذا التقرير عن طباعة الأوفست إذ أن الطباعة الخشبية شهدت تطورًا كبيرًا في القرن 11، عندما طور فلاح صيني يعرف باسم بي شنغ Pi Sheng أول طابعة متحركةٍ على مستوى العالم، وبالرغم من عدم توفر معلومات كثيرة عنه، غير أن أسلوبه الرائع في الطباعة، والذي تضمن إنتاج مئات الحروف المنفصلة وُثق بشكل جيد عن طريق معاصريه، وخاصة العالم شن كو Shen Kuo، الذي وضح أن الحروف التي اخترعها شنغ كانت من الطين المخبوز، وكان الحبر مزيج من الشمع، ورماد الورق، وصمغ الصنوبر.
مكتشف طباعة الأوفست
اكتشف الكاتب الألكاني الوي سينفلدر طباعة الأوفستو في عام 1798 للميلاد، فكان سينفلدر ينفذ بمحولات طباعة أعماله على الحجر عن طريق قلم مصنوع من مادة دهنية، فقد كان يضع الماء على أجزاء الحجر غير المرسومة قبل عملية الطباعة، حيث لاحظ هذا الرجل أن الحبر يبقى متماسكا في مكانه، وقبل أن يجف الحبر كان يضع ورقه على الرسومات والكتابات التي توجد على الحجر.
ثم يضغطها بقوة من كل جوانبها، فلاحظ أن الرسومات انتقلت إلى الورقة، وما زالت تلك الطريقة مستخدمة إلى الآن وخاصة عن طريق الفنانين، والنحاتين، وتعتبر نسخ الرسومات التي تخرج بتلك الطريقة أصلية ولا يوجد سوى أعداد قليلة، ويهمُ الكثير من الأشخاص إلى شرائها.
الطابع التجاري لطباعة الأوفست
اعتبر هذا النوع من الطباعة تجاريًا بسبب تكلفة الرسومات الباهظة، ومع التطور جرى استبدال سطوح الحجر بألواح من رقائق المعادن، الموضوعة عليها الرسمات من خلال تقنيات التصوير الضوئي، عن طريق إسقاط الرسومات التي جرى تحبيرها على غطاء مطاطي موجود على سطح الأسطوانة، وتطبعها الأسطوانة على الورق، وتعد طباعة الأوفست الحجرية الأكثر استخداما لطباعة المجلات والكتب والضاغطات المعدنية، والورق المقوى الموجود على الصناديق، ويجرى تداول اسمها بطباعة السطح المستوي، أو الليثو.
طريقة طباعة الأوفست
تُجهز ألواح هذا النوع من الطباعة من خلال الطباعة الضوئية من التصميم النهائي وسطح الطباعة، ويجرى وضع الأجزاء السالبة منهما على لوح معدني يتسم بحساسيته للضوء في عملية تسمى بالتفريغ الهوائي، وتعرض لإضاءة قوية عن طريق مصابيح، وتتأثر بذلك الرسومات المرسومة باعتبارها الأكثر تعرضاً للضوء، وذلك يزيد من صلابتها، وتعطلى باللك ما يزيد صلابتها واللك هو عبارة عن طلاء يستعمل لتغطية المعادن، ويجرى مسح الذي تبقى من الطلاء بواسطة الماء، ما سينجم عنه ظهور فراغات في مناطق من الرسومات، فكان يستخدم الصمغ لسد تلك الفراغات، وبذلك تزيد نسبة الأجزاء المطلية باللك بميلها للطباعة.
يستعمل نظام الوحدات المستقلة لغالبية مطابع الأوفست، حيث يطبع لونا واحدا مثل الأزرق والأسود أو أي لون آخر بشكلٍ منفصل، وبعضها يطبع لونين أو أكثر، وهناك الكثير من مطابع الأوفست التي تطبع وجهي الورقه في نفس الوقت باستعمال أنظمة الورق جاهز القطع، أي أنها تقوم بالاعتماد على طباعة أسطوانات المطاط عن طريق الضغط المتبادل، وعندها تنقل كل أسطوانه الرسومات التي تحتوي عليها إلى وجهي الورقة.