ماذا تعرف عن البوصلة ؟ حينما قام الصينيون القدماء باكتشاف البوصلة، لم يكونوا على علم بأنها ستجذب الكثيرين لها، حتى يصبحوا شغوفين بها، نظرًا لأنه كان الغرضُ الرئيس منها تحديدَ اتجاه مُوحّد لبناء مجالس الكهنة آن ذاك، بحيث كانت عبارةً عن لوح مربع الشكل يحتوي على نقوش، وعلامات للمجموعات النجمية، يعلوها حجر مغناطيسي على شكل ملعقة، يمثّل الإبرة المغناطيسية، ويشير المقبض الخاصّ بها إلى الجنوب، وذلك كان السببَ لإنشاء البوصلة الأولى ما بين العامين 221-206 قبل الميلاد.
أجزاء البوصلة
لكن البوصلة تتكون من مجموعات أجزاء تساعدها على إتمام عملها نوضحهم كالتالي:
- هيكل يحتوي على جميع الأجزاء
- قاعدة
- إبرة معدنية ممغنطة مع مؤشر، بحيثُ تتأثر تلك الإبرة المعدنية الممغنطة بخطوط المجال المغناطيسي للكرة الأرضية، ممّا يؤدي إلى تغيّر اتجاه رأس المؤشر الخاص بالبوصلة إلى الشمال الجغرافي للكرة الأرضية، وذيله إلى الجنوب.
- تدريج دائري لثلاثمئة وستين درجة.
مؤشر البوصلة
تشير البوصلة إلى أحد قطبي كوكب الأرض، إذ يمتلك قطبين جغرافيين اثنين، أحدهما يسمى القطب الشمالي، والآخر القطب الجنوبي، وهما النقطتان التي يتقاطع بهما محور دوران الأرض مع سطحها، كما تمتلك الأرض أيضاً أقطاباً مغناطيسية تنشأ بفعل حركة الحديد السائل في نواة الأرض الخارجية، ويُحدد موقعها بالقرب من الأقطاب الجغرافية، وبالتالي يمكن تشبيه الأرض بمغناطيس طبيعي يمتلك خطوط مجال تتجّه من القطب الشمالي إلى القطب الجنوبي، ويمكن أن يُستدلَّ على تلك الأقطاب المغناطيسية للكرة الأرضية عن طريق البوصلة المغناطيسية، بحيث ينجذب القطب الشمالي في البوصلة إلى القطب الجنوبي المغناطيسي للكرة الأرضية، والذي يقع في القطب الشمالي الجغرافي لها، وبالتالي تشير البوصلة إلى القطب الشمالي الجغرافي، ومن الجدير ذكرُه أنّ موقع الأقطاب المغناطيسية للكرة الأرضية يتغيّر بشكل دائم نسبةً للأقطاب الجغرافية، أمّا عن موقعها الآن فيتواجد القطب الجنوبي المغناطيسي على بعد ما يقارب عشر درجات بعيداً عن القطب الشمالي الجغرافي، وبذلك تشير البوصلة المغناطيسية إلى المحيط المتجمد الشمالي في شمال ألاسكا، بالقرب من القطب الشمالي الجغرافي.
نظريات حول البوصلة
وأثارت البوصلة جدلًا كبيرًا بشأنها هناك جدل بعد ظهورها لأول مرة مع الصينيين، والنظريات المثارة حول الموضوع هي:
سفر البوصلة من الصين إلى الشرق الأوسط عبر طريق الحرير، ومن ثم إلى أوروبا.
انتقال البوصلة مباشرة من الصين إلى أوروبا، ومن ثم انتقلت في وقت لاحق -من الصين أو أوروبا- إلى الشرق الأوسط
نشأة البوصلة الأوروبية، وبعد ذلك تم انتقالها من الصين أو أوروبا إلى الشرق الأوسط.
والنظريتان الأخيرتان مدعمتان بأدلة على استخدام الأوربيون للبوصلة قبل العرب، وأول ذكر أوروبي لاستخدام البوصلة كان بين البحارة، بينما وفي العالم العربي، كان أول ذكر لها في مرجع كتاب” كنز التجار”، الذي كتبه “بيلق القبجاقي” في القاهرة في 1282، ونظرا لان المؤلف يذكر أنه شاهد استخدام البوصلة في رحلة له على سفينة من أربعين سنة، فإن بعض تلاميذه يميلون إلى أن يؤرخوا أول ظهور لها بتاريخ سابق. وهناك ذكر لسمكة حديدية تشبه البوصلة في مرجع فارسي في تاريخ مبكر قليلا 1232.