نتحدث في هذا التقرير عن متى يكون الطلاق هو الحل ، حيث أن الإسلام أكد على أهمية الزواج، بصفته علاقة مقدسة بين الجنسين الرجل والمرأة، حيث أراد الإسلام لتلك العلاقة أن تكتسب صفة الاستمرار في جو هادئ من الطمأنينة والاحترام والحب بعيدا عن أي خلافات أو مشكلة، لهذا قام الإسلام بوضع الضوابط لتتلك العلاقة والمنهج الواضح على مستوى حل أي مشكلة او نزاع التي يكون في الإمكان أن تحصل بين الزوجين في المستقبل القريب.
حكمة الشريعة في معالجة المشاكل
تتسم الشريعة الإسلامية بالحكمة على مستوى معالجة المشكلات والصراعات بين الرجل وزوجته، حيث تدرجت الشريعة في هذا الأمر تدرجا يتلائم مع حالة الخلاف والنزاع بين الرجل وزوجته، حيث أن المشكلات عندما يصعب حلها ويزداد شررها لا يكون هناك بد غير إنهاء العلاقة الزوجية عن طريق الطلاق.
ونحن نسأل هنا عن نظرة الإسلام إلى الطلاق وفي أي حالة يكون واجبا، حيث أن الشريعة الإسلامية ذكرت أن الطلاق هو الوسيلة الأخيرة من وسائل حل المشكلات بين الرجل وزوجته.
لأن الطلاق هو آخر حل قامت الشريعة الإسلامية بإجازته مع الكراهة، لأنه أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى، ولا يجب على المسلم أن يقوم باللجوء إلى تلك الوسيلة إلا إذا استحالت عليه وسائل الحل الأخرى ولم تكن مجدية معه.
وسائل حل الخلافات بين الزوجين
يجب أن يستخدم الزوجان الوعظ والنصيحة، فإذا شعر الزوج نشوزا من زوجته أو رأى منها شيئا لا يعجبه أو يحبه، فيجب عليه بدء نصيحتها ووعظها وتذكيرها بحقه عليها، كما يجب على الزوجة أن تفعل نفس الأمر لو شعرت من زوجها ترفعا أو قلة احترام لها، إذ إن النصيحة والوعظ يجب أن يكونا عن طريق أساليب حكيمة، وكلام حسن حتى تتأتى ثماره ويحصل الزوجه على مراده.
أما الهجر، فهو من أبرز الأدوات التي يكون في الإمكان السير من خلالها، ونفس الأمر ينطبق على الزوجة في المضجع، حيث ذكرت الآيات القرآنية ذلك، ويجب أن يكون ذلك الهجر على قدر الحاجة دون التشديد فيه، لأن الهدف من الهجر توصيل رسالة إلى الزوجة مفادها أنها امرأة ليست على صواب ويجب لها أن تقوم بمراجعة نفسها.
إرسال الحكام من الأهل والأقارب، حيث أن من أبرز الوسائل المتبعة من أجل حل الخلافات الزوجية بسهولة، أن يقوم كل طرف من أطراف الحياة الزوجية ببعث حكم من أهله يكون معروفًا بالتقوى والصلاح والحكمة، حتى يوفقان إلى إصلاح العلاقة ما بينهما.
الطلاق
يعتبر الطلاق آخر الحلول، التي يمكن ان نستخدمها، وذلك في حالة تعذر الوسائل الأخرى وكان لا مفر منها، ويكون واجبا حينما يحس الزوج بعدم إمكانية استمرار العلاقة مع زوجته، أو يرى منها أمرا لا يجب أن يجرى التعامل معه بغير تلك الوسيلة؛ مثل معاداة الدين أو كره شعائره، أو عمل إحدى الكبائر والإصرار على ارتكابها، أو التقصير في تربية الأبناء ورعاية البيت بشكل كبير وبين، أو عملها في أعمال تنافي الفضيلة والأخلاق.
ماذا نعرف عن الطلاق ؟
يمكننا تعريف الطلاق لغة واصطلاحا بأنه مصدر جرى اشتقاقه من الفعل الثلاثي المضعف “طلّق”، أي هجر وترك وسرّح، وبالنسبة للطلاق على المستوى الشرعي فهو يعرف وفق جمهور العلماء بأنه عبارة عن “حل عقد النكاح بلفظ صريح، أو كناية مع استحضار النية”.
وألفاظ الطلاق الصريح هي، الفراق والسراح والطلاق، وأما عن ألفاظ الطلاق الكناية فهي، أي لفظ احتمل الطلاق وغيره مثل، الحقي بأهلك، أو لا شأن لي بك، ونحو ذلك، ومن ثم لا مفر من أن ننوه إلى أن الطلاق يقع في حال غياب الزوجة أو حضور دون فرق.
أمرت الشريعة الإسلامية بالزواج لكونه يقوم بتحصين شباب وفتيات المسلمين من أن يقعوا في المعصية، والأصل فيه أن يقوم على الرحمة والحب والمودة والبر والتعاون بين الطرفين، ولو فقدت المودة والرحمة بينهما يكون استمرار الحياة الزوجية أمرًا في غاية الصعوبة وبه مشقة على الطرفين أحل لهما الدين أن يفترقا فيكون بذلك منفعة لكليهما.
يعتبر الطلاق كلمة تدل على الفراق والانفصال وعقد الزواج عن طريق أي من طرفيه بعد أن تصير الحياة بينهما في غاية الصعوبة ولا يكون في الإمكان تجاوز الخلافات التي الناشئة بينهما أو التعايش معها، وهو بمثاية إنهاء لميثاق الزواج الذي إتفقا عليه.
حيث يكون الرجل قد حرم على نفسه شيئا كان قد أحله الله، وقد حرصت كل الشرائع السماوية على استمرار ودوام الزواج من أجل بناء أسرة نافعة لمجتمعها، غير أن الدين الإسلامي قام بوضع رخصة لإمكانية إلغاء ذلك الميثاق وفق موجبات شرعية لطرفيه فيكون بالطلاق منفعة لهما على حد سواء.
متى يكون الطلاق هو الحل ؟
بالرغم من أن أبغض الحلال عند الله هو الطلاق، غير أنه قد توجد موجبات يكون الطلاق بين الزوجين أكثر نفعًا لهما ومن تلك الموجبات، أنه إذا صارت العلاقة بين الرجل وزوجته سيئة لغاية لا يكون في الإمكان إصلاحها بالرغم من اتباع كل السبل عن طريق الزوج للحفاظ على بيته، مثل عدم طاعتها له أو عدم المحافظة على بيت الزوج وتبذير أمواله.
قد يرتاب الزوج بشأن سلوك زوجته، وهو الذي يخرج من البيت للعمل فيستدام هاجسه الوحيد تلك الشك والريبة، على أن تكون تلك الريبة مبنية على وقائع يقتنع بها العقل وليس مجرد شكوك تدور في خلده..
إذا خشي الرجل على نفسه، من أن يقع الزنا، إذا مكانة زوجته باقية معه، فله أن يطلقها لكونها غير قادرة على أن تحصنه من الوقوع في الحرام فسمح له الشرع بأن يتزوج من امرأة اخرى وسمح الشرع للرجل بأن يقوم بالجمع في بيته 4 نساء بشرط أن يكون قادرا على أن ينفق عليهن، وفي هذا عدل إلهي كبير.