تجتذب الآثار الفرعونية ملايين الزوار كل عام، وتخلب على البعد عقول الملايين غيرهم، ربما بسبب قدمها، حيث تعد الحضارة المصرية القديمة إحدى أول الحضارات على الأرض، وربما بسبب ضخامتها والسحر المصري القديم، لكن الأبنية الحجرية التي تركها الفراعنة المصريون تعتبر من آيات الإنشاء والعمارة والفن، سوف نتعرف يما يلي على معبد أبو سمبل.
معبد أبو سمبل
يقع بالقرب من أعظم الآثار المصرية، في مدينة أسوان، والتي تشكل مع مدينة الأقصر أو “طيبة” القديمة الكنز المفتوح للحضارة المصرية القديمة، وتحوي المدينتان أهم المعابد المصرية على الإطلاق، مثل معبد الكرنك ومعبد الأقصر.
جاءت توصية اليونسكو بالاعتناء بمعبد أبو سمبل، وإدراجه كموقع أثري وتاريخي، إلى إعطاء دفعة لوضع المعبد على خريطة الزيارات السياحية إلى مصر، ما أدى لقفزة في أعداد الزوار الوافدين إليه.
تم بناء المعبد في 21 عامًا، وبدأ بنائه في عام 1244 قبل الميلاد، في عهد أحد أعظم فراعنة مصر القديمة رمسيس الثاني، كإنجاز معماري يعبر عما بلغته مصر تحت حكمه من قوة ونفوذ وتقدم، والمعبد مخصص للإله آمون.
كان المعبد مطمورًا في جنوب مصر، حتى نجحت جهود المستكشفين الأوروبيين في الكشف عنه، بمساعدة محلية، ويقال إن طفل كان دليلهم إلى المعبد، وسمي المعبد أبو سمبل على اسم الطفل.
بدأت عمليات ترميم المعبد وإزالة الرمال التي كانت تغطي التماثيل الضخمة، فور العثور عليه، ويعد المعبد دليل على ما وصل إليه المصريون القدماء في علوم الهندسة والمعمار والنحت والفلك.
إنقاذ معبد أبو سمبل
نقل المعبد من مكانه الأصلي في النوبة إلى منطقة جديدة، مع مجموعة معابد النوبة، بسبب إنشاء السد العالي في أسوان، وغمر مياه بحيرة ناصر الصناعية للمنطقة بالكامل.
تضافرت جهود عدد من دول العالم، بعد أن أطلق اليونسكو حملة دعائية ضخمة، لجمع التبرعات اللازمة لنقل المعابد المصرية، كتراث إنساني لا يقدر بمال، وبدأت عمليات التفكيك إلى كتل حجرية ضخمة منذ 1964، وانتهت بعد 4 سنوات من العمل الشاق، واعتبرها الأثريون واحدة من أعقد عمليات الهندسة الأثرية المعروفة في التاريخ الإنساني.
يضم المعبد تماثيل ضخمة، نحتت من حجارة الجبل، كما يضم تماثيل زوجات الملك وأبنائه، والتاج المزدوج للوجهين القبلي والبحري الخاص برمسيس الثاني.
بني المعبد بحيث تخترق أشعة الشمس قاعاته وممراته، لتتعامد على وجه رمسيس الثاني مرتين كل عام، في 22 أكتوبر و21 فبراير، وهما يومي تتويجه وميلاده.
معلومات عن معبد أبو سمبل
المعبد مثل بقية المعابد المصرية مكرس لإله واحد، هو آمون، لكنه يحوي تماثيل آلهة أخرى عديدة، مثل إيزيس وأوزوريس وتحوت.
تم تصميم المعبد على نمط ثلاثي الأبعاد، لإظهار ضخامة الغرف والقاعات والممرات والتماثيل الداخلية.
لأول مرة في العصر القديم ينحت المصري تمثالين للملك والملكة بأبعاد متساوية، والملكة هي نفرتاري، الزوجة المفضلة لرمسيس الثاني.
تظهر الصور داخل المعبد حملات رمسيس الثاني العسكرية، وأهمها معركة قادش ضد الحيثيين، ونقش آخر شهير للفرعون خلال مطاردته عدد من الأعداء على عجلته الحربية.