التضخم هو مفهوم اقتصادي يعبر عن تغيرات سلبية تصيب الاقتصاد على المدى البعيد وتتسبب في ارتفاع أسعار السلع والخدمات بشكل كبير، وبالتالي يؤثر سلبيا على القوة الشرائية في الأسواق مما يؤدي بالتبعية إلى انخفاض القيمة الشرائية للعملة وتراجعها في البورصات العالمية في مواجهة العملات الأجنبية الأخرى، هذا وسوف نتناول في هذا المقال مفهوم التضخم وأنواعه بالتفصيل.
مفهوم التضخم
التضخم الاقتصادي يمكن تعريفه بأنه ارتفاع مفرط في الأسعار مقابل انخفاض كبير في سعر صرف العملة وقدرتها الشرائية، وعادة ما يحدث التضخم مصحوبا بزيادة كبيرة في حجم النقد المتداول في الأسواق وارتفاع في الأجور والأرباح، حيث تفقد النقود قيمتها وتصبح غير قادرة على تلبية احتياجات المواطنين نظرا لارتفاع أسعار السلع والخدمات.
أنواع التضخم
صنف علماء الاقتصاد التضخم الاقتصادي إلى أنواع عديدة حسب عدة معايير اقتصادية مختلفة، حيث يؤثر كل نوع من أنواع التضخم على الاقتصاد في دولة ما بشكل مميز ومختلف عن باقي الأنواع، ويمكننا القول بأن أنواع التضخم هي:
التضخم الأصيل
هو ذلك التضخم العادي الذي يحدث بسبب بسبب حدوث عجز في ميزان العرض والطلب من سلعة ما، حيث أن الزيادة في الطلب لا يقابله زيادة في العرض وبالتالي ترتفع الأسعار حتى يحدث التوازن.
التضخم المفرط
هو نوع من أنواع التضخم النادرة الحدوث حيث أنه يشير إلى انهيار اقتصاد الدولة بشكل كامل ويصبح من الصعب التعافي منه، حيث تشهد الأسعار ارتفاعا بنسبة تتعدى ال50% شهريا وتفقد العملة الوطنية قيمتها وتكثر الأموال في أيدي المواطنين بشكل مبالغ فيه مع عدم قدرة هذه الأموال على تلبية احتياجاتهم نظرا لأنها تصبح أوراقا بلا قيمة.
يحدث التضخم المفرط عادة في أوقات الحروب وقد عانت منه عدة دول أوروبية أثناء الحروب العالمية كما حدث في ألمانيا التي وصل بها الحال أن الناس يشعلون النار في النقود للحصول على الدفء لأن النقود مع كثرتها إلا أنها كانت غير كافية لشراء الوقود.
التضخم المتسلل
ويطلق عليه أيضا التضخم الزاحف حيث أنه لا يحدث مباشرة وإنما يحدث بشكل تدريجي، ويحدث التضخم المتسلل عند انخفاض العرض عند حد معين بسبب انخفاض معدلات الانتاج مما يؤدي إلى حدوث خلل في ميزان العرض والطلب وترتفع الأسعار، ويزيد الطلب على السلعة من المواطنين بشكل كبير بهدف تخزينها لحين الحاجة إليها وهو ما يزيد من حجم للمشكلة.
تضخم الأصول
يمثل ذلك النوع من التضخم فقاعة اقتصادية غالبا ما تتغافلها أعين المراقبين الاقتصاديين في الدول حيث أنه لا يحدث سوى في ثلاث سلع فقط وهي البترول والذهب والسكن، مثل أزمة الرهن العقاري التي أصابت الاقتصاد الأمريكي وقت الأزمة المالية العالمية.
التضخم على الطلب
يظهر التضخم على الطلب عادة على السلع الأساسية كالمواد الغذائية والدواء، ويظهر عند حدوث زيادة كبيرة وغير متوقعة في حجم الطلب على سلعة ما مع ثبات كمية المعروض منها ونسبة الإنتاج، وعلى الرغم من أنه من السهل معالجته والقضاء عليه إلا أنه قد يستمر إلى فترات زمنية طويلة أحيانا.
الضخم الركودي
تمر اقتصاديات الدول عادة بفترات ركود والتي تعني حدوث انخفاض في الطلب على السلع والمنتجات مما يؤدي إلى توقف المصانع عن الإنتاج أو على الأقل تقليل الإنتاج وتقليل العمالة، جدير بالذكر أن هذا النوع يعد من أخطر أنواع التضخم الاقتصادي نظرا لما يترتب عليه من ارتفاع نسبة البطالة وارتفاع معدلات الاحتكار.
التضخم المكبوت
ويحدث غالبا عندما يقوم البنك المركزي بضخ كميات كبيرة من النقود في الأسواق لمواجهة النفقات العامة مع ثبات نسبة العرض من المنتجات والسلع والخدمات وبالتالي يزيد الطلب بسبب توفر الأموال وترتفع الأسعار.