نتحدث في هذا التقرير عن مقومات الزواج الناجح ، إذ يكون هذه الزيجة مرتبطة الناجح بسعادة وصحة كل أفراد الأسرة والمجتمع، وتقاسم الأزواج مسؤوليات الحب الذي يقوم بتوثيق هذا الرباط المقدس ويقوم بدعمه وتقويته، كما قد يعتبره عدد من الناس الإنجاز الأبرز والأهم على مستوى حياتهم، حيث يعتزون به ويسعون بجد حتى يحافظوا عليه.
حيث أنه يقوم بتحقيق السعادة للإنسان، بالإضافة إلى الانسجام والاستقرار النفسي والتناغم مع شقيقه الروحي ونصفة الذي يكمله، والتوافق مع بقية أفراد عائلته، حيث يعيش معهم حياة رائعة تملؤها الألفة والمودة، ويقوم بتعزيز الاتصال بينهم ويقوم بتقريبهم لبعضهم، ويدعم علاقاتهم، ويقوي مشاعرهم الدافئة، لكي يغدو قلبا واحدا ينبض بالحياة والأمل والحب والغد المشرق.
مقومات الزواج الناجح
- ينجم عن الزواج الصحي الرائع، عن جهود الأزواج الرائعة والمثمرة للارتقاء بالعلاقات الأثرية، وبالاستناد للعناصر والمقومات الآتية، حيث يجب أن يكون التواصل فعالًا، لكي ينعكس التواصل الجيد بين أفراد الأسرة على نجاح العلاقات بين الزوجين وأبنائهم في نفس الوقت، وقوم بتعزيز الانسجام والتناغم والرحمة والمودة بينهم، وينتج عنه زواج سليم وصحي.
- ومن أبرز وأهم مظاهر التواصل الزوجي الجيد ما يلي، القيام بالتأكيد على الحوار الأسري الهادف، وتدعيم أواصر المساواة والحرية في التعبير عن الرأي، ومنح الفرص لأي شخص لكي يشرح وجهات النظر بهدوء وتناسق شديدين.
- كما يجب أن يهتم الزوجان بالاستماع إلى الآخر، ولبقية الأفراد في حالة وجود أولاد، وعند الحديث لا يجب أن يستخدم أي شخص أسلوب المقاطعة وأن يحترم الطرفان رأي بعضهما البعض، حتى لو كانت وجهتا النظر مختلفتين.
- كما يجب أن يجرى تجنب، القيام بالإدلاء بالتعليقات السلبية عند حديث الأفراد الآخرين، وبالمقابل يجب تجنب محاولة فهمهم وسؤالهم بدلًا عن التحليل والاستنتاج الفردي وتنبؤ المواقف بشكل غير سليم.
- كما يجب تقديم ردود فعل تفاعلية، مثل القيام بطرح الأسئلة، والتجاوب مع الشريك والقيام بإظهار الاهتمام له عند التحدث، والقيام باختيار مكان هادئ وتجنب الوسائل التي تقوم بتشتيت التركيز وتظهر عدم مبالاته بما يقوله الطرف الآخر، مثل الهاتف النقال على سبيل المثال.
بناء وتعزيز الثقة
- تلعب الثقة دورا هامًا على مستوى بناء العلاقات الصحية القوية بين أفراد المجتمع، وهي واحدة من أبرز مقومات الزواج المهمة التي تقوي العلاقات الإنسانية،عبارة عن مبدأ راسخ بين الزوجين وبقية أفراد الأسرة حيث يجرى بناؤه مع الوقت من أجل إشعارهم بالأمان، عن طريق القيام بالأفعال التي تقوم بتعزيز ذلك الشعور وتقوم بدعمه.
- ومنها، القيام بدعم الثقة بين كل أفراد الأسرة، والتعد بالإخلاص بين طرفي الزواج، وعدم القيام بإخلال العهود التي يقطعها الأفراد على نفسهم وبعضهم مثل الحب والاحترام وعدم الإهانة، ومنح الفرد فرصة لكي يكسب ثقة واعتماد الذين هم حوله والإيمان به.
- كما يجب القيام بوضع الحدود وخصوصيات الحياة الزوجية والعمل على تقديرها بقدر الإمكان، والاتفاق على عدم القيام بفضح أسرار العلاقات الزوجية مهما كان الداعين كما يجب إعطاء الزوجين والأبناء مساحة تخصهم وحدهم، ويجب الابتعاد عن الطرائق التي تقوم بزرع الغيرة بينهم جميعًا، وتقوم بتنمية الشك بين أفراد الأسرة الآخرين.
- وذلك مثل العبث بالممتلكات الشخصية، والتي هي عبارة عن الحسابات الإلكترونية والحواسيب والهواتف النقالة والقيام باختراقها دون الحصول على إذن مسبق، لكن هذا الأمر لا يمكن أن يقوم بنفي وجوب وجود رقابة أبوية على الأبناء، بشرط استعمال أسلوب لطيف يشعرهم بالحب والاحترام والاهتمام، دون القيام بانتهاك للخصوصية بشكل فج.
الاهتمام والعطاء
- يعتبر الزواج من أهم القرارات في حياة الإنسان، حيث أن هذا الأمر يوجب عليه الكثير من الواجبات والمسؤوليات تجاه الأسرة، حيث يشمل هذا الأمر الأبناء والشريك والعلاقة الجيدة التي تكون مبنية على الاحترام مع بقية الأقارب وأفراد العائلة ولا يجب علينا نسيان أهمية منح الأسرة الاهتمام الكافي وجعلها واحدة من أبرز الأولويات.
- كما يجب أن نعمل على تحقيق الرغبات، والقيام بمساعدة أفرادها ودعمهم دائما عندما يمروا بأوقات ليست سهلة أو رائعة، وعندما يشعرون بالإرهاق أو القلق والحزن، بالإضافة إلى لسؤال عن أحوالهم، والاعتناء بصحتهم، والاهتمام بأسلوب سير العمل أو الدراسة والأنشطة الأخرى، والقيام بالتشارك في الأوقات المرحة، والترفيه كلما كان ذلك ممكنًا.
تبادل مشاعر المودة وعاطفة الحب الدافئة
- يكون الزوجان في حاجة إلى أن يشعرا بالحب والاهتمام، حيث يكون في الإمكان التعبير عنه بكل الممكنة، إما من خلال المغازلة والمصارحة بكلمات الحب الرائعة التي تدل على استمرار تدفق المشاعر الرائعة التي تقوم بربطهما، بالإضافة إلى تزايد قوة العواطف الدافئة بينهما يوما بعد الآخر.
- أو عن طريق السلوكات الرومانسية والرائعة المتعددة التي تشد الطرف الآخر وتقوم بجذبه وتأسر قلبه، وتقوم بإسعاده وتقوم بزيادة الألفة والمودة بينهما ولا يجب علينا نسيان أهمية إبراز الود والحب والحنان للأبناء.
- كما يجب علينا أن نعمل على إشعارهم باهتمام بهما ورعاية الوالدين لهم، لأن هذه العواطف تؤثر على نحو واسع على نشأتهم وتطورهم، وهي سبب لتطوير وتطور شخصيتهم، وتمتعهم بالصفات الحميدة، وغرس اللطف والحنان بهم؛ إذ أنهم تربوا على تلك المشاعر واكتسبوها من والديهم اللذان ملآهم بها في مراحل طفولتهم المبكرة فجرت معهم لاحقا.
تشارك المسؤولية وتجديد الالتزام والاحترام
- ينبغي أن ننوه إلى ضرورة تحمل كل أفراد الأسرة المسؤوليات المتنوعة، والتحلي بالنضج بشكل دائم، ولا يجب علينا نسيان دور الزوجين المهم في نشر الوعي عند كل أفراد الأسرة وتقوية العطاء في صفوفهم، وإدراكهم حقيقة أن المودة والحب بينهم توجب عليهم أن يتعاونا مع بعض والقيام بدعم بعضهم البعض وإشعارهم بالمساواة على مستوى الواجبات والحقوق.
- بالإضافة إلى أهمية الابتعاد عن الأنانية، وعمل الفرد على أن يرتقي بنفسه، وأن يغير طباعه السيئة التي تكون لها تأثيرات سلبية على علاقته بالآخرين، ولا ننسى يجب علينا نسيان دور بقية أفراد الأسرة على مستوى المساعدة وتقبل شخصيته وعدم القيام بإزعاجه بل القيام بدعمه.
- ولا ننسى أيضًا دفعه إلى التغيير إلى الأفضل، إذ أن الزواج الصحي يقوم ببذل فيه كل أفراد الأسرة جهودا كبيرة على مستوى بناء العلاقات وإصلاحها وتطوير مسارها، حيث يستقون القوة من الألفة والحب والمشاعر الرائعة التي تقوم بالربط بين قلوبهم وتوحدها.