عمرو بن العاص هوالصحابي الجليل الذي فتح مصر في عهد الفاروق عمر بن الخطاب، ومسجد عمرو بن العاص الذي بناه في عام 642 من أكثر المساجد شهرة في مصر ويتوافد عليه الكثيرون، ولكن لا يعلم الكثيرون أنه ليس مدفونًا فيه.
قبر عمرو بن العاص
رغم أن عمرو بن العاص قام ببناء المسجد المعروف باسمه حتى الآن، إلا أنه قد دعا قبل وفاته أن يدفن في المكان الذي يبعث الله من تحته ولا حساب عليهم، وقد دفن في سفح جبل المقطم، ويقع قبر عمرو بن العاص في مسجد الصحابي الجليل عقبة بن عامر الجهني، عند القرافة الصغري.
ويقع قبر عمرو بن العاص بالتحديد على اليمين من الباب الرئيسي لمسجد عقبة بن عامر، حيث يوجد مربع صغير يشبه المصطبة وهو أخضر اللون يبلغ حجمه نحو متر في متر، وقد توفي عمرو بن العاص في عام ثلاثة وأربعين من الهجرة.
منطقة قبر عمرو بن العاص
والمنطقة التي يقع بها قبر عمرو بن العاص تمتلئ بأضرحة وقبور الصحابة وأولياء الله الصالحين وهي القرافة الصغرى بجبل المقطم، فيقع قبل قبر عمرو بن العاص يقع مسجد فقيه مصر الليث بن سعد، ومن بعد ضريح ذو النون المصري، وهو أحد أعلام التصوف في القرن الثالث من الهجرة، كما يقع بهذه المنطقة ضريح رابعة العدوية، وضريح محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب.
وقبر عمرو بن العاص هو مجرد بناء صغير وليس له قبة عالية أو شئ يميزه، وهو ما يجعل الكثيرين لا يعرفون مكان دفنه في مصر، وكان عمرو بن العاص هو من أوصى ألا يكون هناك شاهد على قبره ولا أي قباب، وقد خشى صلاح الدين الأيوبي أن يجدد قبر عمرو بن العاص خوفًا من الشيعة الذين كانوا ينتشرون في مصر في ذلك الوقت.
اختيار مكان القبر
ويروى أن عمرو بن العاص اختار أن يدفن في هذا المكان، بعد ما سمعه من فضله من المقوقس حاكم مصر من قبله، حيث قال له عمرو بن العاص ما بال جبلكم هذا أقرع ليس عليه نبان ولا شجر كجبال بلاد الشام، فقال المقوقس: ولكن ما تحته خير، وقال ليدفنن تحته قوم يبعثهم الله يوم القيامة لا حساب عليهم، فقال عمرو بن العاص اللهم اجعلني منهم، وأكد الفقيه الشافعي حرملة أن هذا هو مكان قبر عمرو بن العاص ليجعل هذا المكان ثابت بشكل تاريخي منذ القرن الثالث الهجري.
ويؤكد مكان قبر عمرو بن العاص أنه دفن في البقعة التي دفن فيها عقبة بن عامر الجهني، وهو المكان المعروف في القرافة الصغرى، ولكن حظي قبر عقبة بن عامر بشهرة كبيرة تفوقت على قبر عمرو بن العاص لما له من مكارم عرفها الناس عنه، كما أن العصر الفاطمي ساهم بشكل كبير في تغيبب مكان قبر عمرو بن العاص، بالإضافة لرغبة عمرو في أن لا يكون قبره معروفًا