يندرج أسفل الهدف العام للتربية المقارنة هدف تطبیقی يتمثل في توحيد الأمة وتحقيق المصالحة السياسية خاصة في المجتمعات التي تتميز بالتنوع الثقافي والسياسي ويرتبط هذا الهدف ببعض الأهداف التربوية في مرحلة رياض الأطفال، ومنها: التنشئة الاجتماعية والصحية السليمة: في ظل قيم المجتمع ومبادئه وأهدافه (من خلال التعليم الجماعي تبادل الأحاديث والأفكار مع أطفال العالم عبر الشبكة العالمية، وتوفير الألعاب الجماعية التي تساعد الطفل على التكيف الاجتماعي، والعيش بنجاح جماعته ومجتمعه الذي ينتمي إليه وسنتحدث اليوم عن رواد مجال التربية المقارنة:
تطورت التربية المقارنة بأبعادها المختلفة على يد مجموعة من الرواد منهم
ابن جبير
احد علماء العرب من الأندلس (أسبانيا والبرتغال حاليا)، يقول في حديثه عن الإسكندرية: إن من مناقبها ومفاخرها المدارس المحارس (جمع محرس، أي السكن المخصص للدارسين والزهاد
الرين)، وهي مخصصة لدراسة الطب، والعبادات، حيث يأتي الطلاب من أقطار بعيدة، يلقي كل واحد منهم مسكنا يأوي إليه، ومدرسة يعلمه، واجراء (مرتبا) يقوم به في جميع أحواله.
ابن بطوطة
أحد علماء العرب من تونس يهوي التنقل والسفر والارتحال، وقضى أربعين سنة من عمره في السياحة والارتحال، وبعد عودته الطويلة كتب رحلته التي سماها (تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) وفيها إشارات عن المدارس والتعليم في بعض البلاد التي زارها.
كما وصف جامع دمشق، وعرض لمدرسيه، ومعلميه ووصف طرقهم في التعليم وأشهر المدرسین به، وكذلك وصف المدارس الشافعية بدمشق (كالعادلية، والظاهرية).
ابن خلدون
قد قدم ابن خلدون في مقدمته حقائق تربوية عديدة من أهمها:
- أن العلم والتعليم طبيعي في العمران البشري، حيث تميز الإنسان بقية الكائنات الأخرى بالتفكر الذي يهتدي به لتحصيل معاشه أو التعاون عليه بأبناء جنسه.
- أن التعليم للعالم من جملة الصنائع (المهن): وذلك في التعليم والتفنن فيه والاستيلاء عليه.
وبذلك يتضح أن ابن خلدون تعرض بطريقة مقارنة لنظم التعليمية القائمة في زمانه، وأعطى نوعا من التحليل حول عوامل تأخر التعليم في بعض البلاد، ومنها: انصراف الناس عن التعليم
مجموعة أخرى من رواد مجال التربية المقارنة
مارك أنطوان جولیان
أحد علماء أوروبا من (باريس)، ويمثل حلقة وصل بين مرحلة ما قبل التاريخ العلمي وقد رأى أنه من الضروري في علم التربية المقارنة ما يلي:
- أن يعتمد العلم على أدوات البحث العلمي
- أن التربية المقاومة كبقية العلوم -الهه موضوعاتها الخاصة بها.
- الاهتمام بالتحليل المقارن للتربية، ودراسة الواقع التي يعيشه المجتمع.
آرثر موهلمان
أحد علماء أمريكا من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أستاذ التربية المقارنة في جامعة تكساس الأمريكية، وقد دعي موهلمان بهدف: التحليل الدقيق، للمشكلات المشتركة بين نظم التعليم في العالم.
جورج بیریدای
أحد علماء أمريكا (بولندي الأصل)، وهو باحث مرموق في مجال التربية المقارنة، حيث درس هذا الموضوع في كلية المعلمين بجامعة كولومبيا بنيويورك الأمريكية، ويمثل حلقة وصل بين مرحلة القوى والعوامل المدخل التحليلي التفسيري الواسع) والمرحلة العلمية التنبوية (وضع فروض واختبار صحتها).
رفاعة رافع الطهطاوي
من أهم رواد مجال التربية المقارنة وهو أحد علماء العرب (من مصر)، وقد ألف كتابا إسمه (تخليص الأبريز في تلخيص باريز)، حيث قدر في هذا الكتاب وصفا تحليليا مقارنا للحياة السياسية والعلمية و الثقافي والاجتماعية في باريس، مع مقارنتها بجوانب الحياة في مصر.
وقد تحدث فيه بطريقة مقارنة بين فرنسا ومصر عن جوانب ثقافية وأخلاقية وعلمية، حيث قارن بين مزايا اللغة الفرنسية واللغة العربية، و قارن بين الحروف الهجائية في عدة لغات، طرح فيه استعراضة مقارنا لبعض الأنظمة التعليمية في بعض الدول الأوروبية حيث أوضح:
- قضية إلزامية التعليم في بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا.
- وضح الهيكل التعليمي في مصر على النسق الأوروبي، حيث قسمة إلى ثلاثة مراحل هي: التعليم الابتدائي (وهو عام الجميع الناس)، والتعليم الثانوي (وهو تعليم علومه كثيرة ومتنوعة)، والتعليم العالي (هو الذي يلم الإنسان فيه بعلم مخصوص يتبحر فيه ويتعرف على أصوله وفروعه، وهو التعليم الذي يمد الأمه بالفقهاء والأطباء والفلكيين، والجغرافيين والمؤرخين والجغرافيين والمؤرخين وغيرهم).