وسائل جمع البيانات

23 ديسمبر 2024
جمع البيانات

نتحدث في هذا التقرير عن وسائل جمع البيانات ولكن قبل ذلك يجب أن نتناول مصطلح البحث العلمي، حيث أنه مسألة منهجية شاملة؛ يعمل فيها الشخص على أن يصف محددة بعدما تحدث حدوثها.

بحيث تكون قد جرى ملاحظتها؛ أو للتنبؤ بظواهر مستقبلية قد ظهرت بوادرها، إذ يهتم الباحث بوصف، وتحليل الظواهر، وجمع البيانات، والدلائل المتعلقة بها؛ حتى يتمكن بنتائجه الموثوقة من أن يؤثر في الظاهرة، وتطويرها إلى ما هو أكمل وأشمل وأفضل.

ونشير هنا أيضًا أنه يعتمد على اكثر من طريقة؛ تبعا لنوع البيانات الأولية، وطبيعة الظواهر المعتمد عليها البحث؛ حيث أن هناك الطرق الاستقرائية المعنية بالظواهر التي لوحظت ليجرى تحليلها، وتنظيم خطة دراستها؛ بهدف تطوير، وتأكيد التفسيرات بالدلائل الموثوقة.

أما الطرق الاستنتاجية، فيجرى تخصيصها؛ لتأكيد الفرضيات التي قد تتم بحدوث الظواهر في المستقبل القريب، والتي جرى ملاحظة بعض بوادر نشوئها، إذ يختبر هذا الأسلوب مدى صحة الفرضيات، ويعمل على أن يقترح الحلول المناسبة لها.

وسائل جمع البيانات

إن تعدد وسائل جمع البيانات يرتبط بتنوع مناهج البحث العلمي، وأنواع البيانات التي جرى جمعها من قبل الباحث، أو تلك البيانات التي يريد أن يصل إليها، ومن هذه الأدوات الآتي:

المقابلات الشخصية

في المقابلات الشخصية يجمع الباحث معلومات وإجابات الأشخاص عن الأسئلة التي جرى إعداد محتواها في السابق بشكل يخدم خطة سير البحث، ويمكن أن تتنوع مجالات الأسئلة في نفس المقابلة، بحيث تسأل بطريقة منظمة، أو عشوائية، علما بأنه يفضل أن يتم تسجيل، أو تصوير المقابلات؛ لمراجعتها، وتفريغ محتواها بشكل كتابي، أما خلال المقابلة، فعلى الباحثين التفاعل بشكل إيجابي مع الذين يحاورونهم.

وذلك بحيث يستطيعون من السير بالمقابلة ضمن مسارها الصحيح، ودون التشتت في مواضيع خارجة عن سياق البحث، ودون أن تقيد لحرية الأشخاص في تعبيرهم، ونشير هنا إلى أن المقابلات تعتبر فرصة مثالية؛ لاكتساب أكبر قدر من المعلومات؛ ولهذا فهي تتطلب الإعداد المسبق، والوقت الكافي؛ حيث لا بد لكل موضوع بحثي من تقدير عدد المقابلات التي تخص البحث والأوقات اللازمة؛ لإجرائه، في حين أن الكثير منها يمكن ان يتمم من خلال الهاتف، أو عبر الإنترنت.

 الأسئلة والاستبيانات الاستطلاعية

في هذا النوع من أساليب جمع البيانات يجب أن يكون مثاليًا إذا جرى تحديد الفئة المقصودة من تلك التساؤلات، بحيث يجرى إعداد الأسئلة بشكل احترافي يتناسق مع مستوى الأشخاص المستهدفين، وصياغتها طبقًا لطبيعة البيانات النوعية أو الكمية.

 الملاحظة

تشهد الملاحظة جمع تفاعلات الناس، والعمل على إبراز سلوكهم والكشف عن اهتماماتهم، عن طريق الاطلاع على النشاطات اليومية الخاصة بهم؛ فعن طريق الحواس الخمس يمكن أن يدرك المستخدم الذي يجري في المحيط المجتمعي كله، ويمكن فهم، ومعايشة ظروف المجتمع، وظواهره بتفاصيلها، من حيث عدد تكرارات التفاعل، وصوره المختلفة، كما يمكن الاستعانة بالتصوير؛ لتوثيق المواقف التي تمت مشاهدتها.

 البحث العلمي

يختلف أنواع البحوث إلى نوعين أساسيين؛ وذلك إما أولا بالاعتماد على الغرض المنشود منها، أو الأسلوب المتبع في تنفيذها، وهي كالتالي، أنواع البحوث حسب الغرض منها، حيث يجرى تقسيمها إلى، البحوث النظرية، حيث تقتصر نتاؤجها على عدد من القوانين والنظريات ما يؤدي إلى زيادة البعد المعرفي الذي يتعلق بقضية البحث.

البحوث التطبيقية، حيث تحاول تطبيق المعرفة النظرية، محاولة إكسابها قيمة مضافة، وذلك عن طريق نقلها إلى مرحلة تنفيذية؛ لحل خلل ما، أو لتطوير نشاط محدد.

 أنواع البحوث

البحوث الوصفية، يتيح هذا النوع من البحوث وصفا تفصيليا للظواهر، إذ يكون ذلك الوصف مدعما بالدليل، كما يشهد إضافة بعض المقترحات التطويرية.

البحوث التاريخية، تحلل البحوث التاريخية وتصف الأحداث، والظواهر، كما أنها تقوم بتوظيف نتائجها؛ من أجل فهم الحاضر، والتنبؤ بالمستقبل، ومتطلباته.

البحوث التجريبية، تعتمد الحبوث التجريبية على منهج البحث العلمي، عن طريق الملاحظة، وصياغة الفرضيات، ثم تجربتها، وضبط نتائجها، ما يسمح بإعادة تعديل المتغيرات؛ من أجل قياس تأثيرها في النتائج.

 طبيعة البيانات البحثية وآلية التعامل معها

إن الانتقال إلى بيانات موثوقة يبشر بنتائج دقيقة للغاية، ويقدم العديد من الحلول الواقعية، إذ أن المطلوب فهم طبيعة البيانات، والفروق بينها، وهي كالتالي، البيانات الكمية وهي البيانات التي تؤدي إلى نتائج عددية توضح النسب المئوية لفئات التعداد السكاني أو أعداد الأشخاص الذين تقدموا المتقدمين لامتحان الثانوية العامة، دون أن نتناول تفاصيل أخرى غير النسب الإحصائية العددية.

كما يجب أن نسجل بيانات تفصيلية عن الحصول على التجارب، والإجابات من المعنيين بالأمر؛ لكي نحقق الدقة، ونوثق التاريخ، وعدد مرات التجربة، والعمل على تعيين مكان، وزمان اختبارها، وتحديد وحدة القياس المستعملة؛ لإثباتها، ويفضل استعمال الحاسوب؛ لكي ندون، ونحفظ البيانات، وذلك عن طريق البرامج الإحصائية التي جرى تخصيصها لهذا.

 البيانات النوعية

نحصل على تلك البيانات من المقابلات الشخصية في المقام الأول؛ إذ إنها تعتمد على استخراج معلومات سردية وتفصيلية ما يتطلب منا توثيق المقابلات بالصوت، والصورة، كما نعمل في نفس الإطار على تفريغها كتابيا بشكل كامل لاحقا.

كما يمكننا أن نضيف أية ملاحظات أخرى شاهدناها خلال المقابلة، كما يجب أن نؤكد على ضرورة أن نوثق كل أجزاء المقابلة، وأن نتحقق من دقة الملاحظات التي قمنا بأرشفتها، ومطابقتها مع مجريات المقابلة، عن طريق استعمال الحاسوب، والبرمجيات التي تقوم بدعمها.

 

حري بالذكر، أن البيانات التي جرى تجميعها قد تبدو ضخمة عندما ننظر إليها لأول مرة، ولكي نتجنب ذلك يجب أن نصنف هذه البيانات وأن نعمل على جدولتها من البداية، فيمكن أن نصنف البيانات النوعية وفق أعمار الذين أجريت معهم المقابلات، أو وفق تخصصاتهم، أو أماكن سكنهم.

وبالنسبة لتصنيف وفرز البيانات الكمية، فيمكن أن تحدده بمتوسط حسابي محدد ، أو بعض النسب المئوية، المعدلات التي حققناها ، علما بأن فهم طبيعة البيانات التي تصدر عن الأنشطة البحثية بمتنوع صورها يحسن من إمكانية التعامل الاحترافي معها في كل مراحل البحث.